صفر بالسلوك قمة عربية وسفوح منسية
هناك قمة، لمعالجة الأمة، ولكن ماذا لوطرحنا عليهم بعض الأسئلة من السفوح، بعض الطلبات عسى ولعل يكون لنا في الطيب نصيب، وهي طلبات قادمة من تحت، تحاول لاهثة الوصول إلى القمة، لا للتربع عليها لا سمح الله، وإنما فقط كي يسمعها الناس اللي ساكنين فوق، فعلى الرغم من القضايا الكبرى التي سيتم طرحها سنسمح لأنفسنا بكل أكابرية وحرقة قلب أن نسأل: شو مشان السوق العربية المشتركة على وزن السوق الأوربية المشتركة على الرغم من أن الأوربيين لا يتمتعون مثلنا بالأشياء المشتركة، فهم كذا لغة وكذا بيئة بينما نحن واسم الله علينا نتمتع بالكثير من الأشياء المشتركة التي تجعل من أمر السوق العربية المشتركة شغلة بسيطة بالأذن من الاقتصاديين والبزنسمانيين والفهيمين في شؤون المال وأخلاق العيال، وشو مشان الفيزا العربية الموحدة يعني تماماً مثل الشينغين بحيث ندخل إلى بلاد العرب أوطاني بدون فيزا ونحن نغني شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين، ودون أن نخربط فنقول بحر واحد لا بحرين من مراكش للشعبين، ولكي يأتي الزائر إلينا دون أن يتلبك ويفوت في الحيط لمجرد الروحة من لبنان لسورية ومن سورية للبنان، وهذه الشينغين تحتاج إلى أن نوحد أقوالنا ونوحد ربنا قليلاً ثم نأخذ نفساً عميقاً ونوحد أعداءنا قبل توحيد أصدقائنا، طيب وشو مشان النظر بأمر إتحاد الكتاب العرب ومعرفة هو فين والحب فين، وشو مشان إتحاد الفلاحين العرب والجفاف العربي الذي ليس من إختصاصهم، وشو مشان إتحاد التلفزيونات العربية التي وحدّها باب الحارة وفرَّقت شملها نشرات الأخبار، وشو مشان إتحاد الفنانين العرب الذين وحّدهم الغضنفر والباشق بآن معاً صباح عبيد ومزقتهم شركات الإنتاج، وشو مشان إتحاد الفوتبول العربي وإتحاد الباسكيت بول العربي وإتحاد السباحين العرب الذي يشارك فيه بعض السباحين البلغار باسم قطر عيون زرق واسنان فرق ووجه بيشفط الرزق.
لكن الأهم والمهم هو شو مشان إتحاد الوجع العربي؟!
أليس مهماً أن نعرف ما هو وجعنا؟!
وشو مشان إتحاد الفقراء العرب، وإتحاد المتشائمين العرب، وإتحاد الممتعضين العرب، وإتحاد المقهورين العرب، وإتحاد اليائسين العرب، وإتحاد البائسين العرب.
شو مشان العرب في قمة العرب؟!
شو مشان حلم العرب، شو مشان أمل العرب، والا ما عاد ينصرف الأمل في دكاكين العرب، شو مشان فكرة أننا عرب، وماذا يتوجب علينا كي نعيد أنفسنا إلى ما كنا عليه على الأقل، عندما كان العرب كلمة لها وزنها في القاموس، قبل أن ينقلب الحلم إلى كابوس.
ألا يحق لنا نحن العرب أن نحمل حلماً وأملاً وعملاً كي نسير بأناقة بين السائرين من الأمم؟!