اللاعب رقم 9
إذا كان فيلم «مارادونا» للمخرج الصربي أمير كوستوريتسا الذي استعرض مقاطع من السيرة الذاتية للأسطورة مارادونا، هو الأبرز في توثيق بعض أهم نجوم كرة القدم سينمائياً، فإن النجم البرازيلي الأسطورة رونالدو سيتجاوز ذلك عبر حضور فعّال كممثل من خلال مشاركته ببطولة فيلم روائي تدور أحداثه في فلسطين المحتلة.
والمهم هنا، أنها المرة الأولى التي نرى نجماً بحجم رونالدو، يشارك في فيلم سينمائي يتعرض لقضية شائكة وكبيرة بحجم القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من خطورة هذه المغامرة على نجومية اللاعب البرازيلي العالمية، وخصوصاً لدى المجتمعات الغربية المؤيدة لإسرائيل والمتأثرة بالإعلام الصهيوني، إلا أن المعطيات المتوفرة حتى الآن تثبت أن رونالدو متحمس للفكرة، وربما يريد أن يثبت بإقدامه على هذه الخطوة أنه مؤيد للشعب الفلسطيني، وأنه يرى الحقيقة جيداً، وأنه يمكن أن يكون لأبطال كرة القدم مواقف إنسانية، بل وسياسية محددة تحسب لهم وعليهم.
فمؤخراً وقع نجم كرة القدم العالمي البرازيلي، رونالدو عقد فيلم يحمل عنوان «رقم 9» مع جهة إنتاجية إيرانية.
يحكي الفيلم قصة «رشا»، وهي طفلة فلسطينية في العاشرة من عمرها تحب كرة القدم وتعيش في أحد الاحياء الفقيرة في رام الله، ولولعها وبراعتها بهذه اللعبة فإن جميع أبناء الحي يتعاركون على أن تكون «رشا» في فريقهم، وينادونها بـاسم (رونالدو) بسبب حبها الكبير لهذا اللاعب البرازيلي الشهير، ولكن فقرها الشديد حال دون قدرتها على شراء قميصه، لذلك فإنها تعمل على تطريز رقم «9»، على قميصها الرياضي الرث، ثم ترتدي القميص بشكل دائم..
ولرشا مساعدة، وهي مديرة برامجها أيضاً، واسمها هدى، ويصادف في هذه الفترة أن يأتي اللاعب الشهير «رونالدو» بصفته سفير السلام، إلى فلسطين، وحين تسمع هدي بالخبر، تخبر رونالدو الصغيرة (رشا)، فتقرران أن تلتقيا برونالدو الحقيقي، ولكن بسبب الزحمة وعدم حضور رونالدو في ذلك اليوم تقرر رشا وهدي أن تكتبا رسالة له، وتسليمه إياها باليد وهو يمر في الطريق..
تقف رونالدو الصغيرة وهدي على الطريق التي يفترض أن يمر منها نجمهما الرائع، ولكن يحدث حدث آخر في ذلك اليوم يجعل كل شيء يسير في اتجاه آخر...
الفيلم من إنتاج إيراني، وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها منتجون إيرانيون على تقديم أفلام تحكي عن القضية الفلسطينية.
فيلم «رقم 9» من إخراج: «محمد حسين لطيفي» وإنتاج «منصور سهراب بور» الذي أنتج في العام الماضي فيلم «اليقظة» أو «السهاد»، و هو عمل مشترك بين إيران و سورية، تم تنفيذه العام الفائت.