وجه: أحمد حيدر: العابق بالأحزان
يتسرب أحمد حيدر(1965) في القلوب كما الشعاع. لا يعطيه من الوصف حقه إلا استعارة ما يقال عن النساء، مع تحوير طفيف: رجل ساحر!! لأنّ أحمد حيدر لمن يعرفونه شاعر وإنسان خاصّ. لكنه لا يعيش حياتين إحداهما تخصّ القصيدة، والثانية تخصّ شؤون وتفاصيل الحياة اليومية، بل إنه يماهي بين الاثنتين، في خليط واحد، بحيث تصبح الكتابة محاولة في العيش، والعيش محاولة في الكتابة.
قصائده التي نشرها في الثمانينات تتنسم الصّدق، وتعبق بالأحزان. أصدر مجموعته الأولى «يجب أن أحبك» في أواخر التسعينات، وبقيت مجموعته «كاهن القلق» أسيرة قلقه وضيق يده واحباطاته.
مهنياً يعمل في التعليم، لكنّ الشعر هاجسه الأوّل في القصيدة.. فهو من الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي في محافظة الحسكة، وأحد مؤسسي مجلة «مواسم» الفصلية، كما كان له دور بارز في التأسيس لـ«مهرجان القامشلي الشعري»، وحالياً يرأس تحرير مجلة «نرجس» الثقافية الفصلية.
يعيش تحت بروق الأمل رغم كل الانهدامات في الروح، والخيبات، والأوجاع.. صنع عالمه الذي يريده هو، لا الذي يريده له الآخرون.. من آرائه الطريفة: «أن المتنبي ومحمود درويش من جيل واحد». كتب عنه الشاعر إبراهيم اليوسف:
«كأني بالشاعر أحمد حيدر وهو يقود جمهرة مفرداته التي نظمتها معاجم اللغة، وصنفتها الذائقة الببغاوية خارج أسوارها، بتهمة استهلاكيتها، وعاديتها، ولا جدواها، مصراً على رهان النفخ في زمام المفردة العادية وألسنة الجمادات وقنص التفاصيل الصغيرة، عاملا على اقتراف شعرية لا تشبه إلا حرائق روحه.