«خط صوت منفلش»: الكتاب الخارج من زنزانة المطبعة
بعد حوالي خمس سنين من قبول وزارة الثقافة السورية تبني باكورة الشاعر محمد دريوس، وبعد دفع المكافأة منذ ذلك الوقت، هاهي ذي مطبعة الوزارة تفرج، أخيراً، عن الكتاب، بعد أن وصل صاحبه إلى ذروة النسيان.
ولا بد من الذكر هنا أن مطبعة الوزارة، لأسباب لا يعرفها إلا الله والقائمون عليها، لا تكف عن التأخر في إنهاء طباعة الأعمال المتبناة، والحائزة على الموافقة، بمدة باتت تطول أكثر وأكثر مع الوقت، فإذا كانت الأعمال الفائزة بـ«مسابقة محمد الماغوط» قد مكثت سنتين في الانتظار، وكذلك «الجاهلي الذي أنا» للشاعر خضر الأغا، وبالطبع هناك الكثير من الأمثلة، لكن الغريب في هذه المرة أن تصل المدة إلى خمس سنوات، تقريباً، وهي مدة ملكية الوزارة لحقوق العمل، فهذا لعمرك هو العجب العجاب!!
على العموم تسجّل هذه المجموعة فرادة واختلافاً لم نعد نعثر عليهما في الشعر السوري الجديد، خصوصا لجهة ابتكار أسلوب يعتمد الحذف الذكي، وألعاب الخفة اللغوية، والسخرية لاذعة النبرة، يقول:«من أخدع بكلامي؟/ لا يمر هنا غير الوقت/ ولا يتجمع في هذه الكأس/ غير الضحك».
على غلاف المجموعة يتحدث الشاعر منذر المصري عن مغايرة هذا الكتاب في مواضيعه وجمله وأسلوبه، ويلفت الانتباه إلى التجربة التي كانت تنمو في الظل، معتبراً أن دريوس قد طوّر أداءه الشعري حتى وصل إلى مستوى الفن الرفيع ومن ثم وصوله:«إلى قصيدة ذات حساسية لغوية ومزاجية شخصية، تكاد تخلو من كل ما تزدحم به قصيدة النثر الرائجة من عيوب معممة، مكتفية بعيوبها الخاصة فحسب».