ربّما!: الشعر العربي في ربع قرن
يطمح مشروع «ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين» ـ الذي يصدر عن «كتاب في جريدة»ـ إلى تقديم الأصوات التي رسخّت حضورها، بعد جيل الرواد، خلال ثلاثين سنة، في الكتابة الشعرية، عبر انتسابها إلى شعر النبرة الشخصية أكثر من انتسابها إلى صوت المجموع، والانشغال بالخاص والحميمي والصغير والنافل. لكن الإنجاز الذي ظهر كان دون الطموح، ومختلفاً عن المأمول.
صحيح أن الأنطولوجيا عمل قلّما يحظى بتأييد، ودائماً ما تكون نسبة المعترضين عليه أكبر من الراضين عنه، لكن الصحيح أيضاً أنّ هناك خللاً في أساس الفكرة العامة، وهو أنّ تخصيص عدد حدّه الأقصى ثلاثون صفحة للتجربة الشعرية في بلد واحد، تستلزم الابتسار بالضرورة، والبقاء في مستوى السطح. لا بدّ، إذاً، من توسيع البيكار أكثر، لنصرة الشعر المغلوب على أمره، وذلك من خلال عدم حصر المشروع في مدّة محددة، بحيث تخرج أكثر من أنطولوجيا عن البلد الواحد، بما يشمل أكبر عدد ممكن من التجارب والأسماء المهمة.
مشروع «كتاب في جريدة» الذي دخل حياتنا الثقافية، وقدّم لنا مكتبة متنوعة أدباً وفكراً، فاكتشفنا من خلاله تجارب كبيرة مطمورة، بالإضافة إلى تأكيده على تقديم الفنّ التشكيليّ العربيّ، مطالب بالعمل الجاد أكثر بخصوص «ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين»، من خلال إعطائه المساحة، مهما طال الوقت، مادام الشعر لا يخرج عن الخطّة الثّقافية التي يتوخاها «كتاب في جريدة»، كمشروع شعبي هو الأول من نوعه، أمّا على هذه الحال، وعلى هذه الأساليب، فثمة مشكلة حقاً!!
الآن مع الكتاب المخصص لسورية تبدو المثالب التي خشيناها واضحة وجلية، ذلك أننا نعرف المشهد جيداً، فمعد الكتاب شوقي بغدادي قلب الخارطة رأساً على عقب، حيث استبعد من استبعد، كسليم بركات ونزيه أبو عفش، وقلّص حضور عائشة أرناوؤط ونوري الجراح إلى نصف صفحة ليفرد لمجهولين، لا أهمية لهم، صفحات كاملة.. فما الذي ننتظره بعد هذا العسف؟
* رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.