يوميات مسطول .. الحرامي
رجل فقير من ضحايا الدردري ضاقت به الدنيا، جرّب كل الطرق لإنقاذ نفسه، لأنه تورط وتزوج بعد أن وعده الدردري بنهوض الاقتصاد، القصة أنو صاحبنا كان عم يشوف التلفزيون وفرح لما أكد الدردري للمواطنين المساكين أن سياسته الحكيمة سوف تجعل الليرة قوية، والبلد سوف تصبح مثل ألمانيا.
انبسط صاحبنا وتزوج وأستأجر منزلاً وهو ينتظر المعجزة. والآن زوجته حامل بالولد الثاني، وهو يقرأ الصحف كل يوم بانتظار المعجزة، ولا تحدث.
لا فائدة. طرده صاحب العمل بعد أن أفلس بسبب إعلان الدردري الحرب على الصناعة، اشتغل بالزراعة ولكن الدردري رفع سعر المازوت فأفلس المزارع وطرده من العمل، الولد كبر والحرمة حامل، وصاحب المنزل يطارده بالطرقات، يريد أجرة البيت لأنه جوعان أيضاً.
الحرمة معها سوء تغذية وتحتاج لأكل اللحم، طقت البراغي في دماغه فدخل المؤسسة الحكومية وأخذ فروجاً مجمداً وسار نحو الباب دون أن يدفع ثمنه، فاجتمع عليه العمال ورجوه أن يترك الفروج. لا فائدة. خذوا ثمنه من الدردري، قال لهم، جابو الشرطة وتوسل هؤلاء له ليترك الفروج فرفض، أخذوه للقاضي ورجاه هذا أن يقول أنه لم يكن ينوي السرقة شفقة عليه. رفض.
نفذ اللي برأسه. واليوم مرتاح بالسجن. ما عاد يسمع الدردري والحمد لله. وكل ما خربت البلد أكثر بينبسط أكتر، لأنو ما عم يسمع شي. آكل شارب نايم مبسوط بيلعب رياضة وشطرنج طول اليوم. ومو مسؤول عن عائلته ولكن فجأة. أجت أزمة اللصوص الكبار. حرامية النهار. نهبوا العالم والناس بره وصاروا متله حتى اللي ساكنين بأوروبا وبأمريكا. انبسط أكثر. بس السرور ما بيدوم. صدفة شاف الدردري على التلفزيون وتجمد وهو عم يسمعه. ذهل ونقلوه إلى المستشفى، صار معه فالج. شو الخبر؟!... صاحبنا الدردري يمدح نفسه ويبشر الناس بأن سياسته الحكيمة أنقذت البلد. لولاه خربت، وهو عمّرها. والشيوعية توفت والرأسماليين حمير. واقتصادنا بخير. وأنه أنقذ البلد لأنه كان متحسب للأزمة مو أنو الناس منعته من إتمام بيع سورية للأجانب، والناس صغار وكبار عم تمنعه لهلق.
رَجَعَت طقَّت البراغي برأسه. انفلج وعم بيتمتم: يعني أفغانستان ما صار فيها أزمة لأنو الدردري نصحها ولا لأنو ما فيها اقتصاد مثلنا. ليش شو باقي من الصناعة والزراعة ياناس. طلعوني من السحن منشان أخليه يشوف حاله. خلوني أطلع معه عالتلفزيون منشان أحكي شو صار وشو راح يصير إذا ظل ماسك الاقتصاد بأيديه ورجليه. ليش بعد تخريب الزراعة والصناعة شو بدو يعمل. يبيعنا نحنا كمان. ياناس ياهوه.
الله يكون بعونه، الحرامي صاحبنا، يارب تحقق له أمنيته. حاجته طق براغي.