«حمى ماركس» تصيب البسطات السورية
بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت الرأسمالية في عصبها، وقلبت رأس المال على عقبه، باستعارة عنوان إدواردو غاليانو، عاد الناس إلى الاهتمام بكتابات الفيلسوف الكبير كارل ماركس الذي غيّر وجه التاريخ
واعتبر مفكر العالم لعام 2006، ويبدو هذا جلياً بعد وصول «حمى ماركس» إلى أرصفة بيع الكتب الدمشقية، حيث ارتفعت أسعار الكتب الماركسية، خاصة كتاب «رأس المال»، متجاوزة أسعارها الطبيعيّة بكثير، ورغم أن هذه الحالة تحمل إشاراتها البليغة، إلا أنّ الطريف فيها هو إدراك هؤلاء الباعة لقانون العرض والطلب الذي اكتشفته الماركسية نفسها.
يأتي هذا بعد الإقبال الشديد الذي شهده معرض فرانكفورت على كتب ماركس، حيث سجلت أعلى نسب المبيعات. وعلى العكس من أطروحة فرنسيس فوكوياما يبقى رأي فيلسوف التفكيك جاك دريدا الذي أثبت في كتابه «أطياف ماركس» أنّه رغم إخفاق التجربة الاشتراكية السوفيتية وانهيار المعسكر الاشتراكي، إلا أن ماركس ما يزال حيا بيننا بفكره وعبقريته الاستشرافية.