عتاب لبّاد عتاب لبّاد

ناجي جبر قارة فنية بحالها... تغرق!!

بخبر وفاة ناجي جبر، أفاق الكثيرون على رحيله، وكأن الموت أيقظ وحرك الأقلام ولوحات الطباعة (الكيبورد)، فتهافتت المواقع الالكترونية لنشر الخبر، بعضها تقول أن عمر الراحل 63سنة، والبعض الآخر 69سنة، والتعليقات التي ترافق الخبر لم يلفت انتباه كتابها إلا ذلك الخلل في حساب عمر الفنان!!

ناجي جبر (أبو عنتر) رحل دون أن يسمع بمرضه إلا القلة القليلة، ودون أن يكرم ، ودون أن يحظى بالحفاوة التي يستحقها في شيخوخته. وبعد وفاته بدأ الجميع فجأةً يتحدثون عن أمجاد «الراحل الكبير»، وعن أعماله المحفورة في ذاكرة المشاهدين، من مسلسل «صح النوم» إلى مسلسل «عودة غوار»، حاله كحال أخيه الراحل محمود جبر، فبعد وفاته تذكرنا أن لدينا فناناً سورياً يستحق الاحترام و الاهتمام..

غاب ناجي جبر طويلاً عن الشاشة الصغيرة، وإن أطل بأدوار صغيرة، ربما قبل بها لأن عليه أن يعمل، إلى أن شارك مؤخراً في مسلسل «أهل الراية»، ومسلسل «غزلان في غابة الذئاب»... قلنا وقتها كما قال الجميع: «والله زمان...».

رحل أبو عنتر، بعد أن كوّن لنفسه شخصية فنية مستقلة، شخصية (القبضاي)، فالكاريزما القوية التي تمتع بها ساعدته كثيراً على إتقان أداء هذه الشخصية، حتى أصبح في أذهان الناس النموذج الكلاسيكي عن القبضاي الدمشقي، وهو النموذج الذي استخدم كثيراً فيما بعد في الإعلانات التجارية، وفي المسلسلات الشعبية. حتى الوشم «يا باطل» الذي كان يزين ساعده أصبح علامة مسجلة، فحين نرى هذا الوشم، أو نقرأ هذه العبارة نتذكر شخصيته فوراً.

ربما نحتاج زماناً آخر كي نتعلم كيف نحب، وكيف نحترم، وكيف نتذكر الفنانين المنسيين على ضفاف الدراما والمسرح والسينما، ومؤخراً على ضفاف الصحافة!!