«لعنة الطين»: الثمانينيات كمقدمة للخراب الداخليّ

النص الذي طالما انتظرناه...

هذا أفضل وصف لمسلسل «لعنة  الطين» للكاتب سامر فهد رضوان، النص الذي يوائم بين المتطلبات الفكرية والاجتماعية والفنية معاً، فمن خلال تناوله لحقبة الثمانيات من القرن الماضي، الحقبة الشديدة الزخم سياسياً واقتصادياً، يلتقط الكاتب فكرة ذهبية، لم يسبق تناولها درامياً، وهي أن كل ما نعيشه من عطب إنما هو نتيجة لتلك الحقبة، سواء على المستوى الاقتصادي من حيث استشراء الفساد وصعود طبقات المفسدين على حساب قوت الشعب، أو على المستوى «النفسجماعي» من حيث تطويب شخصية المواطن المهزوم، أو على المستوى السياسي من حيث تدبير كل ذلك. 

والجميل في الأمر أن المسلسل يقدم كل ذلك عبر حكاية عامر عمارة «مكسيم خليل»، الشاب الريفي الطيب الذي تأخذه الأحوال، خصوصاً بعد لقائه بالمسؤول السياسي الكبير، ليتحول إلى وحش لا يعرف الرحمة.

حافظ المسلسل، خلال ثلاثين حلقة، وهذا نادر الحدوث، على سويته العالية من خلال تفجر الحدث اللا متوقع على الدوام، وتواصل الحكايات بعضها مع بعض، في شبكة علاقاتها الفريدة التي تمتد بين الريف الساحلي والعاصمة الحديثة والعشوائية.

المخرج أحمد إبراهيم أحمد، وممثلو المسلسل، قدموا النص بالشكل الأمثل، وأعطوا الفكرة مداها الذي تستحقه..

لاشك أن «لعنة الطين» يحتاج إلى وقفات أخرى أعمق وأطول نعد قراءنا بها قريباً.

آخر تعديل على الأربعاء, 27 تموز/يوليو 2016 22:01