ربما ..! موسم أزمة النصوص
تبقى مشكلة النصّ الدّرامي حاضرةً على الرغم من أنّ هناك مسلسلات مثيرة للجدل، وهي فعلاً مثيرة للجدل لمجرد أنّها تمتاز بالجرأة في الطّرح لا في المعالجة، ففي حين تبقى جرأة الطرح في حّيز الإثارة والمانشيت الساخن، تذهب جرأة المعالجة إلى فتح حوار حقيقي برؤيا متماسكة وصلبة، وهذا ما حققه مسلسل «لعنة الطين»، الذي ظهر كوردة برية خارج السياج، ليطرح أفكاراً ويساجل ويشاكس، وليقدم شخصيات شديدة الغنى في أرض بكر لم تحرث.. وكاد مسلسل «تخت شرقي» أن يبلغ تلك الدرجة لولا تفككه غير المفهوم، رغم كل ما يبدو عليه من قراءة طازجة للواقع وأحواله.
عموماً علاقة المسلسل الاجتماعي السوري مع الواقع علاقة خطيرة، ويكاد معظم الكتاب أن يكونوا أسرى أنماط أكثر من أن يكونوا خلاقين في قراءة مصائر الشخصيات في الظروف التي يرسمونها، وبناءً عليه كثيراً ما كانت تبدو بنات الشرائح الفقيرة منحرفات أو قابلات للانحراف، فيما الشباب انتهازيون بلا أخلاق، وكأن الخيار التأليفيّ يقتضي الإدانة لا الفحص، ويمكن أن نسوق على هذه المزالق عشرات الأمثلة.
مشكلة أخرى هي التشابه، فمهما كان البشر خاضعين لظروف متشابهة في المكان ذاته لا يعني ذلك أن تكون تصرفاتهم ولا انفعالاتهم.. ولا مآلاتهم واحدة.. ما حجم التشابه بين مسلسل «شتاء ساخن» و«الخبز الحرام»؟ على سبيل المثال.
مشكلة الدراما السورية في نصوصها المطروحة على الشاشة، لأن إرادة المال هي الغالبة، ذلك أنه بالتأكيد هناك كتابات لا يمكن لها إلا أن تظل أسيرة التأجيل ما دام السائد هو لون واحد، طعم واحد.. وهو البحث عن الإثارة من أجل كسب الشعبية، وليس تحقيق قيم التنوير والحداثة كما يدعي الكتاب أنفسهم.
رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.