سناء عون سناء عون

مهرجان «المونودراما» بلا مونودراما

ببرنامج منوع ومحمل بالأنشطة افتتح مهرجان المونودراما المسرحي العربي السادس في مدينة اللاذقية السبت الفائت. في البدء عرضت مادة فلمية عن أعمال المهرجان، وتلتها مادة فلمية عن مكرم المهرجان الفنان عبد الرحمن أبو القاسم، ليبدأ بعدها ممثلاً في عرضه المونودرامي «بيان شخصي» الذي ألفه بمشاركة مؤنس حامد وإخراج جهاد سعد. يلعب العرض على الوتر الوجداني في ضمير المشاهد العربي، عبر تلك اللغة التي نعرفها جيداً والتي لم تعد تقدم للقضية الفلسطينية شيئاً سوى الندب على واقع عربي، يزداد انقساماً وضياعاً يوما بعد يوم، ويعيد الأوجاع التي حفظها العرب منذ ستة عقود ونيف، فهو تارة ينتقد الإعلام العربي والمثقف السياسي، وتارة ينتقد رجل الشارع، ليكون بيانه الشخصي، كما هو عنوان العرض، صرخة وجع على واقع عربي متشرذم.

ومن رحلة التيه الفلسطينية إلى رحلة التيه العراقية التي لا تقل وطأة، فقد جاءت الفرقة العراقية الأكاديمية إلى اللاذقية حاملة عرضها  المونودرامي «سندباد» (تأليف ظفار فياض الفرجي، تمثيل زياد الهلالي)..  ظهر العرض منذ البداية هزيلاً بنص غير مكتمل ولا يحمل رؤية كاملة للحالة العراقية المثخنة بالعذاب، من حروب واحتلال ومناف.. كل ذلك جاء من خلال شخصية غير مقنعة من حيث سياقها، ومتواضعة من حيث الأداء، وحتى عناصر السينوغرافيا لم توظف بشكل جيد. الديكور اقتصر على دمية كبيرة: رجل ثلج.. تكون منفوخة في بداية العرض، وفي نهايته (تبنشر) وتصبح مثل  قطعة بالية، والأرجوحة التي لم يكن لها دور، والبوالين التي قذفت، والدمى المتحركة التي كانت تطلق في الهواء، كلها كانت لكي تسرد لنا الطفولة السعيدة لطفل عراقي، والتعبير عن الحنين لتلك المرحلة في حياة تلك الشخصية المهزومة. المشكلة أن كل ذلك لم يوظف فكرياً، ولم يغادر إطار الشعار، وهذا ما يجمع العرضين الفلسطيني والعراقي، وهنا يفرض علينا السؤال نفسه: ما هي الآلية التي يتم من خلالها انتقاء الأعمال المشاركة في «مهرجان المونودراما العربي» الذي وصل إلى دورته السادسة؟؟ هذا السؤال برسم إدراة المهرجان..

رافقت عروض المهرجان فعاليات منها مشروع «اللاذقية بيتي» الذي يتضمن حملة تشجير. ومشهدية «عربة المسرح» التي تزامنت انطلاقتها مع عربة مسرح أخرى في رام الله.  تناولت العربة المسرحية تطلعات وانكسارات وهواجس مجموعة من الشباب. ليبوح كل منهم بحلمه المسرحي الذي يتمحور حول حب المدينة ممزوجاً بحب المسرح، التحدي الذي يواجه مثل هذا النوع من العروض هو الوقوف أمام جمهور الشارع المفتوح على أي احتمال، وجغرافية مسرحية شارعية. وقد لاقى العرض نجاحاً وأبرز قدرات أدائية لبعض الشباب. العربة اللامونودراميا هي الحدث المسرحي الذي بقي الأهم بين العروض بين ما قدمه مهرجان المونودراما، حيث استقطب الكثير من المارة وأصحاب البيوت المجاورة إلى مشاهدة العرض والإصغاء إلى الحوارات.  مشهدية «عربة المسرح» (فكرة وإخراج ياسر دريباتي، وكتابة علي صقر، مروان دريباتي، وياسر دريباتي) تقدم تحية للمسرح في مدينة اللاذقية من شباب المدينة.

من العروض التي قدمت: «جيتك اليوم» (المغرب) لعبد الحق الزروالي، ومن السعودية «يوشك أن ينفجر» تأليف فهد رده الحارثي وتمثيل سامي الزهراني وإخراج إبراهيم عسيري، ومن سورية «حديقة الحيوان»  إعداد وتمثيل وإخراج حسن عكلا، و«الشريط الأخير» عن نص لصموئيل بيكت، تمثيل محمد آله رشي وإعداد وإخراج أسامة غنم..

آخر تعديل على الإثنين, 18 تموز/يوليو 2016 12:48