ريم منذر في «لدي حلم»: أن تعيش فلسطين
في معرض الفنانة ريم منذر الذي تستضيفه صالة «الشعب» بدمشق تحت عنوان «لدي حلم»، يجد المتلقي نفسه وسط فضاء تشكيلي من نوع خاص، قائم على تماهي الكاركاتير والغرافيك في خلطة تضع قضية إنسانية عامة في بؤرة الاهتمام.
إنها صورة مقربة لمعاناة الفلسطينيين، لكن الأداة تحمل من البلاغة ما يرشحها لتنوء بهذا العبء، إذ نرى بين إفصاح الكاريكاتير وبين حذق ودقة الغرافيك كيف ترتسم صورة مؤثرة لفلسطين، صورة لا تنتمي للسياسة المباشرة العميقة لوأد الحياة وناسها من خلال حالات ومشاهد تهز جذور الضمير. بهذا تلتقط منذر ببراعة لحظة صافية قلما يتم التعاطي معها بهذا الرقي مبنى ومعنى.
تتوزع أعمال المعرض على قسمين، الأول يتناول جدار الفصل العنصري حيث يقاربه ساخراً حيناً بتصويره على شكل توابيت، وتراجيدياً حيناً آخر حين يصبح متاهةً أو حلقة باطون مغلقة حول سيارة إسعاف. لكنه في كل الأحيان دافع للمقاومة والرفض حتى الظلال التي تنعكس عليه! أما القسم الثاني الذي يتناول أحلام أطفال فلسطين فهو كما تقول منذر: «الحلم بالعدل والمساواة، الحلم بطفولة عادية، بالوصول إلى المدرسة، وبالحق بالأرض والحق بالوجود، تلك الحقوق الأساسية والبسيطة التي تبدو بديهية في معظم بقاع الأرض، لكنها كالحلم بالنسبة للفلسطينيين». من هذه الأرضية الفكرية الواضح ترسم الفنانة مشاهد عن اختلال طفولة أطفال فلسطين، وتحولها إلى نوع من اللعنة عليهم، من هنا ستكون الرسومات نوعاً من الحث على الدفاع عن هذا الحق، عن حق طفل بأن يحلم كما يحلم سواه.
يكاد المتلقي يتساءل: هل ريم فلسطينية قادمة من الضفة أو القطاع؟ وهل هذه اللوحات هي بعض مما سجلته ذاكرتها البصرية هناك؟ وتكون المفاجأة أنها فنانة سورية ملتزمة، ولكن كل ما في الأمر أنها تعيش فلسطين..