أمريكا توزع الإعانات في مخيم اليرموك

يوم الأربعاء 19/5/ الساعة الثانية إلا ربع ظهرا وصلت سيارة سوداء، ترجل منها اثنان من «الباديغارد» يحملان صندوقا، يدخلان المكان الذي سيدشّن بعد ربع ساعة، يفتح الصندوق وباستعراض اليانكي يعلق العلم الأمريكي في صدر القاعة بجانب صورة للقدس، يقف الحارسان أمام العلم بانتظار القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية الذي سيصل بسيارة مصفحة ليقتحم عفوا «ليدشّن» مركز الإعاشة التابع للأنروا الذي تدعمه حكومة الولايات المتحدة.

المصور الصحفي الذي انتدبته الأنروا ليغطي الحفل المهيب يشاهد العلم الأمريكي بجانب صورة القدس، يلملم أغراض كاميرته قائلاً: آخر ما صورته هذه الكاميرا هو تشييع محمود المبحوح ولن ترضى أن تصور القتلة بجانب صور قتلاهم. سيدة وأربع صبايا يغادرن القاعة، أما ممثل أحد أكبر الفصائل الفلسطينية فيتصدر القاعة. يعزف النشيد الوطني الأمريكي، يقف الحضور بإجلال مهيب إلا بعضهم؛ لعل ما حملوه من بقايا الذاكرة الفلسطينية منعهم من الوقوف.

مخيم اليرموك، أكبر المخيمات، عاصمة اللجوء الفلسطيني، خزان الثورة الفلسطينية توزع فيه أمريكا الإعاشة على مرأى من الذاكرة وأمام الحاضر، تحاول ان تدشن لمخيمات الشتات عصرا جديدا يستكمل عصر أوسلو الآفل.

«أينولا» الذئبة السوداء في لغة الهنود الحمر ابنة المصور التي تحمل على أكتافها الصغيرة أوجاع فلسطين في صورة مخيم تحمل في اسمها أوجاع مخيمات المسيسيبي، تعرف جيدا كيف تقول لا لأمريكا.