ربما ..! فلسطين التي في خاطري ودمي
س: ما الوطن؟
ج: لا أعرف!
س: أخشى أنك لا تريد أن تعرف!!
ج: عندما يكون السؤال بمثل هذه الفداحة فليكن الجواب، لاجواباً.. فليكن غيبوبة وعيٍ طويلةً.. فكيف تسأل، ثم كيف لي أجيب على ما لم يسبق لكلينا أن عرفه؟؟
***
... لم يعرف شعب معنى الوطن مثلنا، ذلك أننا، ببساطة لم نعرف الوطن!! نحن الفلسطينيين لسنا إلا قتلى المكان. ألم يسمنا ناجي العلي مرة هكذا؟.. لكن فلسطين، بعمر نكباتها الطويل، تحولت كثيراً على أرض الواقع، فيما حافظت على شكلها الأسطوري في الذاكرة المتوارثة جيلاً فجيلاً.. فلو ألقينا نظرة إلى واقع شبابها الموزعين داخلها وخارجها، بين من عاشوا فكرة الوطن ـ المكان كما تناقلوها بالوراثة حيث كانت تكتسي معاني جديدة في كل دورة، لكن هذا الوطن ـ الحلم لا مكان له خارج المخيلة، لا حاضن يحمله إلى التحقق.. وبين من عاشوا فيه دون حياة لأنّ الحياة نفسها صودرت بين الحصار والحصار، وتحوّل بفعل الاحتلال إلى جحيم مطوّب، سنرى أن هناك انكساراً كبيراً طال المعنى، بين شتات ظل يشتت أكثر وأكثر مع الحلم المشتت، وبين داخل تخلخلت فيه المعاني، خصوصاً مع استعار حمى «المنظمات الدولية غير الحكومية» في ظل غياب المشروع الوطني والانقسام على الذات والواقع. أظن أن حربنا الأولى يجب أن تكون على هذه التشظيات حتى يعود لفلسطين معناها، وحتى يعود للمعنى ألقه.
***
س: الذين يتحدثون عن أوطان بنوها لهم الحق، هم بنوا أوطاناً كانوا فيها.. أنت لا تزال قيد الإنشاء.. هل تنكر؟
ج: أقرأ الأمر على الشكل التالي: وطننا الذي فينا هو من قام بالبناء، بنانا أولاً، بدأت العملية بصناعة الشعب، ولا تزال الماكينة دائرةً، حتى نكون شعباً بمستوى صناعة الأرض؛ أي استعادتها.
***
فلسطين التي فينا لا تشبه أياً من التشكيلات الزائفة القائمة الآن، أو حتى تلك التي يخطط لها مخاتير «سلطة الحكم الذاتي». فلسطيننا التي نريدها واقعية لا نرضى لها أن تكون أقل من مستوى الحلم.
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.