21 آذار اليوم العالمي للشعر: في العيد.. ثـمة هذه القُبل فقط
لكي يكون الشعر هو الاحتفال نقدّم هذه المقاطع الشعرية المختارة كهدايا العيد، كعيّديات، علها تكون بمثابة الفرصة في أن نجالس الشعر مجالسة الأصدقاء في مقهى.
صحيح أن ليس لعيد الشعر أجراس، ولا صلوات، ولا أشجار ميلاد أو حتى سكاكر أو زينة أو بوالين... مع ذلك ثمة أجراس سرية ترنّ في هذا العالم، وثمة كؤوس نبيذ تتقارعها الأرواح، وثمة مطر لا مرئيّ بلون الأحلام ينسكب ليغسل عنّا الهباب واللعنات..
في عيد الشعر.. ثمة هذه القُبل فقط!!
أتبصرُ شرفةً مضاءة؟/ أيهــــا الغريبُ/ يا شقيقي / أتسمعُ همساً / وغمغمـةً/ وإنصاتاً؟/ أتى الغريبُ قائلاً:/ يتألَّمونَ لشدةِ ما أحببتهم/ ولشدةِ ما أحببتهم نجوت / وما حسبتُ الألمَ نجاتي !/ أتبصرُ شرفةً مُضـاءة؟/ إنهـــا قلبـــي/ أيها الغريبْ !
بسام حجار
العدالة لا تتحدث لغة الهنود الحمر
العدالة لا تهبط حيث يسكن الفقراء
العدالة لا تنتعل الأحذية التي ننتعلها نحن الهنود الحمر
ولا تمشي حافية القدمين على دروب هذه الأرض..
أمبرتو أكابال
أيها السائح
أعطني منظارك المقرِّب
علَّني ألمح يداً أو محرمةً في هذا الكون تومئ إليّ..
صوّرني وأنا أبكي
وأنا أقعي بأسمالي أمام عتبة الفندق
وأكتبْ على قفا الصورة
هذا شاعرٌ من الشرق..
محمد الماغوط
هذا زمان الشعراء الصغار مقبلٌ. مع السلامة يا ويتمان، ويا ديكنسن، ويا فروست. ومرحبا بكم يا من لن تتردد أسماؤكم خارج نطاق أسركم الصغيرة، إلا إذا تجاوزته إلى واحد أو اثنين من أقرب الأصدقاء الذين يتجمعون بعد العشاء على إبريق نبيذ أحمر قوي...
تشارلز سيميك
أُنقلوني إلى جميع اللّغات لتسمعني حبيبتي
أُنقلوني إلى جميع الأماكن لأحْصرَ حبيبتي
لترى أنّني قديمٌ وجديد
لتسمَعَ غنائي وتُطفىء خوفي.
لقد وَقعْتُها وتهتُها
لقد غِرْتُها
أعيروني حياتكم لأنتظر حبيبتي
أعيروني حياتكم لأُحبّ حبيبتي
لأُلاقيها الآن والى الأبد.
أنسي الحاج
لكثرة ما تعرّيت من كينونتي الخاصة،
أصبح الوجود، بالنسبة إليّ، أن أرتدي الثياب..
فرناندو بيسوا
أيها الشعر.. يا أيها الفرح المختَلسْ..
كل ما كنت أكتبُ في هذه الصفحة الورقيّةِ
صادرته العسسْ..
أمل دنقل
«ضيّعني أبي صغيراً» أجل ضيّعني ولن أستريح/ «اليوم خمرٌ، وغداً أمرٌ» تقول الريح/ ولي خمر وجمر ومعلّقةٌ/ قد أهزِمُ بها جنيّاً يزورني في مثل هذه الساعة/ في مثل هذه الساعة دوماً كأننا على موعدٍ/ لا يقبل التأخير محمّلاً بكلّ ضغائني/ ليعلّمني أسرار السواد في سراديب سويدائي/ وهذا الغسق اللعين، المتكاثف ظلاً فظلاً ليعلم أنني/ أحلم في آخر قطرة ترشح من سَدولهِ/ بأنواع الهموم، بأنواع الهموم..
سركون بولس
شجرة صلعاء ينبت فوق جمجمتها شعر خشن شبه بشري، لا نأمل ان تمد أغصانا. لقد تملكها ذلك الشكل الآدمي وهي الآن تكاد تشبه حطابا، وبهذا الوجه الذي يسخر من نفسه في الفزاعات يمكن أن نوجهها الآن لطرد الطيور.
عباس بيضون
كن كشجرة الصندل...
تعطّر الفأسَ وهي تقطعها!
سعدي الشيرازي..
فكر في ذلك الإحساس/ الذي يشبه أن تحمل طوال الرحلة حقيبة سواك وروايته/ دون أن تنتبه/ بينما روايتك تموت عند خط البداية.
غسان زقطان
سر من رآكِ/ من وضع يدا على صابونة الركبة/ من غط إصبعا في السرة/ واشتم سراً/ سر من أسدل مرفقاً/ على ضمور الأيطل/ من شارف النبع وشاف..
أمجد ناصر
متشبّثة أظافرنا، بعضنا ببعض، وكأنّما
جسد كلٍّ منّا
جسدكَ يا ربّ../
صلّ، يا ربّ
صلّ إلينا
نحن قريبون..
باول تسيلان
ها هم
كلما اقتربوا من أزل أبكوه.
كلما اعتدلوا أنّقوا المذهلَ العاصفَ.
يأكلون الوسائد في طريقهم إلى النوم.
يأكلون الفُرَش، والألحفة، والأسِرَّة بتمام مساندها وقوائمها النحاس.
يأكلون النوم في طريقهم إلى النوم أحلاماً عَصَباً، وغضاريفَ،
وجياداً بسروجها وحدواتها.
يلتهمون مهجعَ السحيقِ في الكون.
سليم بركات