اتركوا فيروز تغني.. فهـي آخــــر ما تبــقى لنـــا!
منع فيروز من الغناء في لبنان والوطن العربي ومحاصرتها قانونياً بدعاوى بدأها منصور الرحباني وفتح ملفها من جديد أبناؤه؛ أجج مشاعر عشاق صوت «جارة القمر» على امتداد الوطن العربي. سخطٌ عارم اجتاح أوساط الفن والإعلام لينتقل إلى مواقع الإنترنت والفيسبوك ومستمعيها العاديين وصولاً إلى إعلان حملة تضامنية ستقام يوم الاثنين المقبل في بيروت والقاهرة معاً بحضور نجوم الفن والإعلام وكل ذلك من أجل آخر عمالقة الغناء المشرقي.. فيروز.
الجميع متذمرٌ من هذه «الجسارة» التي تطاولت على فيروز، تحت دافعٍ وحيد هو المال. عندما أعاد أبناء منصور الرحباني رفع دعوى ضد فيروز يطلبون منعها من الظهور على المسرح وتقديم مسرحيات من تأليف الأخوين رحباني بل والأدهى عدم غنائها لأي من ألحان «الرحابنة» إلا بعد أخذ موافقة خطية منهم (أسامة وغدي ومروان) وتسديد فيروز لمستحقات مالية، مع صعودها في كل مرة على خشبة المسرح.
آخر فصول «الجسارة» عندما اعتذرت إدارة مسرح «كازينو لبنان» من السيدة فيروز لعدم السماح لها بأن تقدم مسرحية «يعيش يعيش» على هذا المسرح تحت ضغط وتهديد ودعاوى أبناء منصور الرحباني الذين استمروا في تهديد فيروز بالسجن!؛ إذا ظهرت على أي مسرح وغنت دون أخذ إذنهم، الأمر الذي قد يهدد ظهور فيروز المرتقب على أحد مسارح العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
صحيح أن حكاية الدعوى القانونية ضد فيروز ليست جديدة، بعد أن أرسل منصور الرحباني رسائل دعاواه إلى البحرين والشارقة لمنع فيروز من إقامة الحفلات هناك عام 2008. إلا أن ملابسات هذه الدعاوى كانت تتحرك بعيداً عن أعين الصحافة العربية، على الأقل. إلى أن تطاول أحد الصحفيين وكتب مقالاً ينال من فيروز ويصف شخصها بالسذاجة والقروية.. إلخ؛ معتمداً رواية أبناء منصور في سرد سيرة فيروز وزواجها من عاصي؛ من هنا انبرت ابنة فيروز (ريما) للدفاع عن والدتها المعتصمة بالصمت منذ سنين، رافضة ما كتبه جهاد فاضل «الراية القطرية 2-9-2009» والذي جاء بعيد وفاة منصور الرحباني وتزامناً مع الدفعة الجديدة من الدعاوى القانونية ضد «سفيرة لبنان إلى النجوم».
ومن جهة مقابلة رفض قانونيون لبنانيون طلب أبناء منصور على اعتبار أنه لا يحقّ لهم هذا الطلب، فالمصنفات الغنائية مسجلة أصلاً لصوت فيروز ولا أحد يستطيع أن يمنعها من إعادة توزيع وتقديم هذه الأعمال متى أرادت.
أخيراً فإن الحملة التضامنية العربية مع فيروز ستستمر ولن تتوقف، حتى يرفع الجميع أيديهم عن «صوت فيروز». كما أن أغنياتها الصباحية والمسائية ستستمر في التعالي والسمو على قبح هذا الزمن!.
نحن لا نريد لفيروز التي تجلس الآن على شرفتها المطلة على بحر بيروت، إلا أن تكون هانئة وهي تعيش في عقدها السابع من العمر؛ بعد أن وهبت الحياة العربية صوتها الساحر ودونت لكل عشاق الجمال ذكرياتٍ لا تمحى إلى الأبد.