إبراهيم العبار إبراهيم العبار

التفكير القيادي


يمتلك القادة العظماء منظومة التفكير ومنظومة الأدوات ومنظومة المهارات الضرورية لإطلاق مواهب وقدرات الناس وتوظيفها من أجل تحقيق أهم أولويات المؤسسة. وهذا الأمر متضمن في منظور الإنسان المتكامل وفي الضرورات الأربع للقادة العظماء.

منظور الإنسان المتكامل يعني أنك كقائد ترى الناس كأشخاص متكاملين جسداً وقلباً وعقلاً وروحاً. وتدير وتقود على هذا الأساس. وهو يعني أنك تميز أن المساهمة الأكبر هي التي تأتي طواعية كل يوم من الأشخاص الذين يمكنهم بسهولة أن يجدوا مكاناً آخر يذهبون إليه. بالنتيجة فإنك تبذل جهدك لإيجاد المكان الذي يرغب هؤلاء الناس بالبقاء فيه. حيث يشعرون بأنهم قادرون على إعطاء أفضل ما لديهم.
 يطلق القادة المواهب والقدرات من خلال التزامهم بالضرورات الأربع للقادة العظماء على طريقة (الإنسان المتكامل) هذه الضرورات الأربع مترابطة بحيث تبنى الواحدة منها على الأخرى وهي متزامنة في الوقت نفسه. بمعنى أنك يجب أن تعير الاهتمام بشكل دائم للضرورات الأربع كلها للحفاظ على الأداء المميز  وهذه الضرورات الأربع هي :


الضرورة 1- ألهم الثقة:
لبناء مصداقيتك كقائد بحيث يثق بك الأشخاص ليضعوا كل إمكانياتهم بين يديك .فالثقة ضرورة جوهرية للقادة العظماء وهي تؤثر على قدرتهم على القيام بأي شيء آخر. يقول القائد العادي: أجعل الأمور تنجز لأنني الرئيس. فالقادة العاديون يعتبرون سلطتهم الرسمية مصدر قوتهم لإنجاز الأمور. أما منظومة القادة العظماء فهي: أجعل الأمور تنجز من خلال التأثير الشخصي والمصداقية. إذاً القادة العظماء يستخدمون سلطة أخلاقية غير رسمية


الضرورة 2- وضّح الغاية :
لتحديد غاية واضحة ومحفزة تجعل الناس يرغبون بتقديم أفضل مالديهم لتحقيقها . إنّ منظومة تفكير القائد العادي تقول: مادام لدى الأشخاص توصيف وظيفي واضح فهم على ما يرام . أما منظومة تفكير القائد العظيم فتقول: في حال وجود غاية واضحة ومحفزة فسيتبرع الناس بأفضل ما لديهم من جهود .


الضرورة 3 - وفّق الأنظمة :
لإيجاد أنظمة النجاح التي تدعم غاية المؤسسة وأهدافها وتمكّن الناس من القيام بعملهم على أكمل وجه وبشكل مستقل عنك وتدوم على مر الزمان. تقول منظومة تفكير القائد العادي : كل الأمور تعتمد عليّ بشكل كبير . فالقادة العاديون إما أنهم لم يقضوا الوقت لوضع الأنظمة أو أنهم يرضون غرورهم من خلال التدخل لإنقاذ الموقف. في الوقت الذي يعتمد فيه الآخرون عليهم . أما منظومة تفكير القائد العظيم فتقول: النجاح المستمر يكمن في الأنظمة .بحيث يكون النجاح مستقلاً عن أي شخص بمفرده. ويوجدون بذلك إرثاً مستمراً لمن يأتون خلفهم في القيادة .


الضرورة 4- أطلق المواهب:
لتطويح فريق ناجح حيث يتم تعزيز المهارات الفريدة لدى الأشخاص أمام التوقعات الواضحة للأداء بطريقة تشجع على تحمل المسؤولية والنمو. إنّ منظومة تفكير القائد العادي تقول: أحتاج إلى تحفيز وإدارة فريق عملي باستمرار للحصول على النتائج. أما منظومة تفكير القائد العظيم فتقول: إنّ مهمتي هي إطلاق مواهبي وحماس فريق عملي من أجل تحقيق اهم أولوياتنا. يدرك القادة العظماء أن كل كلمة يتفوهون بها تبني ثقافة. بالنتيجة فإنهم يبحثون باستمرار عن فرصة لتحويل الحوار العادي إلى حوار قيادي.