دلال المغربي

دلال المغربي

فتاة في العشرين، سمراء، واسعة العينين، تقود بعض الشبان، وتسير بهم نحو الأرض المحتلة.
دلال المغربي، شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة من يافا. لجأت إلى لبنان عقب النكبة، التحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية، وشاركت بعدة دورات عسكرية، وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني.

في عام 1978، كان هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة فكانت عملية «كمال العدوان»، اسم أحد القادة الفلسطينيين الذين تم اغتيالهم في بيروت، وكان الهدف توجيه ضربات للاحتلال في «تل أبيب»، من خلال القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى «تل أبيب» لمهاجمة مبنى الكنيست.
نزلت الفرقة المكلفة بالعملية والمكونة من عشرين فدائياً تزعمتهم دلال، في صباح يوم 11 آذار  1978، من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني فنجحت عملية الإنزال.
وبعد الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو «تل أبيب»، قامت بالاستيلاء على باص، ركابه من جنود الاحتلال، كان متجهاً إلى «تل أبيب»، واتخذتهم كرهائن وكانوا يطلقون النار خلال الرحلة على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربهم مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال.
بعد ساعتين من الإنزال، كلفت حكومة الكيان الصهيوني فرقة خاصة من الجيش يقودها «إيهود باراك» نفسه، بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين، وقامت على إثر ذلك وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر بقيادة «باراك» بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة «هرتسليا» وهناك اندلعت حرب حقيقية بين الفدائيين وقوات الاحتلال، حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا جميعهم.
وكانت وصيتها التي تركتها حاسمة وهي«المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني» دون مفاوضات أو تسويات على حقوق الشعب الفلسطيني.
استشهدت الفتاة التي أعلنت قيام الدولة الفلسطينية في حافلة لبضع ساعات، أثناء تنفيذها ومجموعة من الفدائيين العملية، وكتب الشاعر نزار قباني عن دلال مقالاً قال فيه: «إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة، على طريق طوله 95 كم في الخط الرئيسي بفلسطين».