بالزاوية!: فلاشات
1
الحوار شكل من أشكال الصراع، وحتى يكون صراعاً مجدياً وحقيقياً يجب أن يكون صراعاً على أساس البرامج والمواقف السياسية، وطالما كان تغيير اتجاه الصراع نحو الشكل الديني أو المذهبي أو العرقي أداةً لقوى الاستغلال حتى تحقق مصالحها الطبقية، ورغم كل البروباغندا الإعلامية عن الصراعات على هذه الأسس المشوهة، فإن أية محاولات لجعل التفتيت والتقسيم أمرأ واقعاً، لاتعني إلا المزيد من سفك الدماء، وهي تحايل على التاريخ والجغرافيا فشعوب هذه المنطقة كانت عبر التاريخ تنتمي إلى فضاء سياسي وثقافي واقتصادي واحد، وحسب التجربة التاريخية لايمكن لأي منها أن يحصل على حق من حقوقه بمعزل عن الآخر.
2
لكل صراع موضوع، يكون محور عملية الصراع، ويحدث أن يتهدد موضوع الصراع نفسه في وجوده، فيصبح الصراع عبثياً لامعنى له بغض النظر عن نوايا هذا الطرف أو ذاك من أطرافه.. الوطن يكاد ألا يكون، فماذا عن الصراع؟
3
من أكبر إشكاليات العقل السياسي السائد هو الانطلاق مما هو يومي وراهن، أو على أساس ردود الأفعال، وتحديد المواقف على أساس ذلك فقط، دون النظر إلى الأمور في حركيتها، وعلى أساس ارتباطها بالصراع المستمر في البنى الاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية واتجاه سيرها.
4
تكاد جميع القوى اليوم تجمع على أن لاحل للأزمة السورية، إلا من خلال الحلول السياسية، بما فيها تلك القوى التي كانت حتى الأمس القريب تقول عكس ذلك، فما الذي يمنع من الإسراع في الحل السياسي، طالما اقتنع هؤلاء جميعاً بهذه الحقيقة؟ وإذا بدأ هل سيعمل هؤلاء على تمييعه؟
5
في أيام الزعيم الهندي المهاتما «غاندي» كان كلما اجتمع الهنود من أجل حل سياسي لمشاكلهم ترسل المخابرات الانكليزية عملاءها بلباس المسلمين الذين يقومون بذبح بقرة فتندلع الحرب الأهلية ويموت فيها الآلاف من الهنود، ويتأزم الصراع البيني، ويتم نسيان الاحتلال.. ولهذا كان الانكليز يسمونها «استراتيجية البقرة»