مهرجان شعري.. في ثقافي المزة
برعاية وزير الثقافة أقام المركز الثقافي العربي في المزة مهرجاناً شعرياً خلال الفترة من 2-6\11\2014 شارك فيه طيف واسع من الشعراء السوريين.
في أول أيام المهرجان ألقى الشاعر السوري «صقر عليشي» عدداً من القصائد، يظن المتلقي وهو يستمع إلى صقر أنه أمام رسام يرسم لوحة بقدر ما يستمع لقصيدة، فالشاعر له لغته الشعرية الخاصة وبناؤه الشعري الذي تميز به، ويكاد يكون من القلائل في المشهد
الشعري السوري المعاصر الذي لم «يقلد» أحداً سوى «صقرعليشي»، قصائده أحيت تلك العلاقة الحميمية التي يجب أن تكون قائمة بين المتلقي والمنبر، استنطق صقر خلال هذه الأمسية الإبرة، والدائرة...
قالت الدائرة/ درتُ بالمعنى/ على أكمل وجه/ دعك مما قاله بالسوء عني/ مستطيل/ مركزي نقطته ثابتة/ ليس لومالت به الريح/ يميل/ أنا لا أول/ لا آخر لي/ أنا في ذاتي بذاتي مستمرة/ حينما أحببت أن أظهر/في شكل جميل/ صرت للمرأة سّرة.
كمال سحيم، الفلسطيني حتى النخاع ليس انتماء فقط بل كمدرسة شعرية أيضاً، حيث التغريبة حاضرة شعراً، معنىً وإلقاءً، و الحدث يفرض ذاته بين العبارة والأخرى، سرد الوجع الفلسطيني بلغة شعرية جذابة ليتكثف السرد، ويتجلى في صورة شعرية تنهي الرتابة التي قد تظهر أحياناً في مثل هذه السرديات الشعرية، خاطب «سحيم» مدينة القدس..
يا قدسُ يا حلمي الجميلَ، قصيدتي
دنيا تهِلّ عليّ من دنياكِ ..
هل لي بفضلٍ من مباهج موعدٍ
أن التقيك وأن أكون ثراكِ ..
ستون عاماً والصباحُ مجانبٌ
زهرَ الحقولِ فكيف لي لقيآك ..
واللهِ ما طربت أناملُ وجدِنا
إلا وكانت من دمي ذكراك ..
ستونَ عاماً والقصيدةُ تعتلي
مجدَ الكلامِ .. حروفُها تهواكِ