الحقيقة أسطع وأرسخ
نضم عدد من «نجوم» هوليوود إلى حملة تأييد للعدوان الذي يتعرض له قطاع غزة. وكانت جمعيات مؤيدة للكيان الصهيوني في الولايات المتحدة قد أطلقت الحملة التي جرى تدشينها بعنوان «عدم الاستفراد بإسرائيل»، وجمعت قرابة 200 توقيع تعود لأسماء كبيرة في هوليوود، مصنع الثقافة الأمريكية المعولمة الأول.
كان على رأس قائمة الموقعين آرنولد شوارتزنيغر وسيلفستر ستالون اللذان لم يتركا في أفلامهما شعباً من شعوب الأرض إلا وأطلقا رصاصهما من البندقية الأمريكية تجاهه، والممثل الكوميدي الكندي سيث روغن، بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل كيليسي غرامز والممثلة البريطانية ميني درايفر، ورئيس مجلس محطة «HBO» ريتشارد بيلبر الذي يشغل كذلك منصب مديرها التنفيذي.
هذا وقد تم نشر عريضة تحمل أسماء الموقعين عليها في الصحف الأمريكية الرئيسية، بالإضافة إلى مجلتيّ «بيلبورد» و«فاريتي»، يطالب فيها الموقعون «بعدم ترك إسرائيل وحدها ليستفرد بها الفلسطينيون»..!
جاءت هذه الحملة كرد على مواقف عديدة صدرت عن نجوم في أمريكا وأوربا استنكروا من خلالها العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر. وأثارت هذه المواقف استياء في الكيان ولدى بعض المؤيدين لمواقف دولة الاحتلال في العالم، ما دفع هؤلاء «النجوم» إلى محاولة الدفاع عن الكيان المحتل.
«ها هي غزّة تُقصف مجدداً»
بالمقابل أدلت المخرجة والمنتجة المغربية سناء حمري بتصريح حول ظهور اسمها في بعض المواقع ضمن الموقعين على العريضة. وأكدت الفنانة المغربية عدم صحة هذا الخبر الذي تناولته مواقع عربية عديدة، قائلة: «أوقفوا الكذب والتشهير».
أما في الجزائر فما زالت الحناجر الجزائرية تُحاكي الواقع المرير في غزّة. إذ أطلق مغني الراب «لطفي» (لطفي دوبل كانو)، قبل أسبوعين، أغنية بعنوان «رصاص وقنابل» انتقد فيها حكام العالم وصمتهم إزاء ما يجري في الأراضي المحتلة، مشدداً على ضرورة تصنيف ارتكابات العدو الصهيوني كـ«جريمة ضد الإنسانية».
كذلك، أطلقت المغنية والممثلة الجزائرية الشابة سليمة عبادة أغنية بعنوان «ضعوا الصور» باللغة الفرنسية، وصوّرتها على طريقة الكليب تحت إدارة المخرج حمودي لعقون. في الكليب، تظهر المغنية بصورة تحاكي فيها الجرحى والشهداء الفلسطينيين الذين ازدحمت بهم الشاشات، كما تبدو سليمة وهي تنزف، سائلةً «أين الضمير؟»، فيما تُعرض صور القنابل التي تسقط بالقرب من المستشفيات وسيارات الإسعاف.
بالمجمل فإنّ تجنيد ممثلي هوليوود للرد على الحملات العديدة التي طالت الكيان المحتل، وشملت العالم بأسره، إذ تدلل من جهة على درجة الانضباط العالية ضمن المؤسسة الهوليودية وفقاً لخط السياسة الأمريكية، فإنها تدلل من جهة أخرى على حجم الخسارة الكبيرة التي تلقتها «إسرائيل» على مستوى الرأي العام العالمي خلال عدوانها على غزة، وحاجتها الماسة لحملات من هذا النوع لعل وعسى تستعيد شيئاً من صورتها التي عملت على تكريسها وتصنيعها طويلاً..