عودة ستالين
ياسمين عبد الله ياسمين عبد الله

عودة ستالين

تختلف الآراء حول بعض الشخصيات التاريخية الفاعلة والهامة في التاريخ البشري. وتنتقل هذه الاختلافات إلى مجال الرموز والإشارات التي تظهر من خلالها احترام أعمالهم وتقدير تضحياتهم. ولعل ستالين كان أحد أهم الشخصيات التاريخية التي أثارت جدلاً كبيراً.

وكان النقاش حول تماثيل شخصيات هامة في أوائل الحقبة السوفييتية وعلى رأسهم ستالين بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أحد أشكال الصراع، واختلاف المواقف حول تلك الفترة.
أهالي إحدى القرى في شرق جورجيا ما زالوا مصرين على وجوب وجود تمثال الزعيم السوفيتي الراحل ستالين في قريتهم.
وذكرت وكالة أنباء «نوفوستي جورجيا» أنه تمت إزالة تمثال نصفي للزعيم السوفيتي الراحل ستالين أقامه «مجهولون» في قرية أكورا في شرق جمهورية جورجيا بجنوب القوقاز. ونُقل التمثال إلى مبنى السلطة المحلية.
وأكد رئيس السلطة المحلية، الكسندر شاتيريشفيلي، إن التمثال أقيم بدون ترخيص ما يمثل انتهاكاً للقانون. ولن يُحاسب أحد، مع ذلك، لأنه ليس معروفاً مَن خالف القانون!!
ومن جهتهم قال سكان القرية للصحفيين إنهم يعارضون إزالة التمثال، وسوف يجمعون المال لشراء تمثال نصفي جديد لستالين. وأقيم تمثال ستالين في قرية أكورا أكثر من مرة في العامين الماضيين.
ولا يزال السكان في اتحاد الجمهوريات السوفيتية السابقة وبينها جمهورية جورجيا، يحفظون ذكرى ستالين ويحرصون على تكريم ذكرى الزعيم السوفيتي الجورجي الأصل.  رغم محاولة البعض التشكيك في أصول ستالين الجورجية، وأن ستالين قد يكون أوسيتي الأصل.

«إذا عُرف السبب..»

 يدافع كثيرون عن عظمة ستالين على أساس الدور الذي لعبه في صد الغزو النازي وإلحاق الهزيمة بهتلر في الحرب العالمية الثانية. ولا يمكن لأحد أن ينكر أن ستالين قاد بلاده فعلاً إلى النصر في الحرب، ومكنها من اكتساب مكانة القوة العالمية التي لم تكن قد نالتها من قبل. فالناس يرتبطون ببلدانهم، ويتطلعون غالباً باحترام إلى أولئك الذين تولوا قيادتها عندما كانت في أوج قوتها. وقد يفسر هذا السبب في إبداء أهل موسكو أيضاً استعداداً أكبر للقبول بنصب تمثال لستالين.
فقد قررت سلطات مدينة موسكو عام 2013 إعادة ترميم تماثيل قادة الاتحاد السوفيتي التي أزيلت في فترة ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991. فإقامة التماثيل في مدينة موسكو، أمر من اختصاصات السلطات المحلية.

هجوم في منتصف الليل

وفي موطنه جورجيا ظل تمثال ستالين في مكانه منذ الخمسينيات إلى أن أزيل أخيراً، من الساحة الرئيسية في وسط مدينة جوري، مسقط رأسه. وقد أزيل التمثال المصنوع من البرونز الذي يبلغ طوله ستة أمتار بشكل غير متوقع في منتصف الليل. ثم جرى نقله إلى متحف في جوري مخصصاً لستالين.
ومنعت الشرطة الصحفيين من تصوير إزالة التمثال. وكان تمثال ستالين في جوري - حيث لا يزال الزعيم السوفيتي السابق يتمتع بالإعجاب على نطاق واسع - واحداً من التماثيل القليلة له في أرجاء الاتحاد السوفييتي السابق.
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991،جرى تحطيم تماثيل لستالين ولينين في جميع أنحاء البلاد، إلا أن مئات الاشخاص تجمعوا في الساحة الرئيسية في جوري ورفضوا أي مساس بتمثال ستالين.

ستالين في أمريكا

هناك تمثال نصفي لستالين في المتحف الوطني التذكاري لساعة الصفر في ولاية فرجينيا. وهناك أيضاً مطعم روسي في نيويورك، يعرض طابعاً سوفياتياً، وتعمل فيه نادلات يرتدين أزياءً سوفياتية، وعلى جدرانه لوحة زيتية لمجموعة من القادة السوفيات، يتقدمهم ستالين.