«ناس الغيوان».. من ألم المغاربة وفيه
احتضنت العاصمة البريطانية حفلاً فنياً على إيقاعات موسيقا مجموعة «ناس الغيوان» المغربية. الفرقة الشهيرة التي نشأت في ستينيات القرن الماضي بالحي المحمدي أحد أفقر أحياء الدار البيضاء وأكثرها شعبية، والذي استمد شهرته من كونه الحي الذي خرج منه أكثر المقاومين المغاربة ضد الاحتلال الفرنسي آنذاك.
قدم «الغيوان» أغانيهم الاحتجاجية والنقدية ذائعة الصيت أمام مئات المغاربة والعرب الذين قدموا للاستمتاع بخالدات المجموعة التي تجاوزت شهرتها الحدود المغربية لتفرض نفسها كإحدى أكبر مرجعيات الموسيقا الشعبية بالوطن العربي وإفريقيا.
وأمتعت المجموعة٬ من خلال أدائها للعديد من الأغاني التي تمتح من الثقافة المغربية من قبيل «غير خذوني»، و»فين غادي بيا خويا»، و»النحلة شامة»٬ جمهورا عريضا تسحره أغاني المجموعة٬ التي تمكنت من الاستمرار بفضل عمق كلماتها الملتزمة والشاعرية وإيقاعاتها القوية التي تؤديها اعتمادا على آلات موسيقية تقليدية.
وألهب رشيد باطما٬ الذي شغل مكان شقيقه الراحل العربي باطما ضمن المجموعة٬ المسرح بصوته الأخاذ٬ ناقلا الحضور في سفر نحو الجذور.
«الغيوان» المعادل الجمالي والفني لآلام الشعب المغربي وآماله، وصوت عالٍ وواضح من معذبي الأرض.
هناك جملة في إحدى أغاني «ناس الغيوان»: «سنتير يزير انغامو على الحصير، سكب وتعبير»..
ذات مرة التقى مرسيل خليفة بالأب الروحي للفرقة بوجمعة أحكور فطلب منه أن يشرح له تلك الجملة. بو جميع، كما يسميه المغاربة، قال: «آلة السنطور تزأر وتسكب أنغامها وتعبيراتها خلال جلسة يفترش جلساؤها الحصير».
فهم مارسيل المعنى وقال له: «لو غنيتم هذه الجملة فقط، لاستحقت «الغيوان» كل هذه الشهرة».