ووكر ترفض إصدار طبعة إسرائيلية من روايتها
رفضت الكاتبة الأمريكية أليس ووكر إصدار طبعة «إسرائيلية» من روايتها الشهيرة «اللون القرمزي» احتجاجاً على اضطهاد الفلسطينيين من كيان إسرائيل بحسب صحيفة الغارديان.
وردت ووكر على طلب دار النشر «يديعوت بوكس»، بشكرهم على اهتمامهم بنشر روايتها التي حازت من خلالها على جائزة بوليتزر سنة 1982، ورفضها لإصدار إسرائيلي بالعربية لها. وكانت أليس ووكر قد قررت الانضمام إلى أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة قبل سنوات حين انطلقت متن أسطول الحرية-2 «جرأة الأمل» متحدية ومتجاهلة التحذير الذي وجهته دولة كيان إسرائيل إلى المراسلين والصحفيين الأجانب مطالبة بعدم انضمامهم إلى الأسطول. تضمن رد ووكر بالرسالة استحالة السماح بالنشر بعد أن أدانت محكمة في جنوب إفريقيا كيان إسرائيل بارتكاب وفرض نظام فصل عنصري على الشعب الفلسطيني وباضطهاده داخل كيان إسرائيل وفي الأراضي المحتلة.
استمعت ووكر بنفسها، خلال عملها في هيئة المحكمة، إلى شهادات مروعة من فلسطينيين، مشيرة أنها ترعرعت في ظل نظام الفصل العنصري الأمريكي ولكن ممارسات كيان إسرائيل أسوأ بكثير. ووافقها العديد من الجنوب إفريقيين ممن شاركوا في جلسات المحكمة مثل ديسموند توتو، وشعروا جميعا أن القمع الإسرائيلي وجرائمه أسوأ حتى مما عانوا منه بظل الأنظمة العنصرية التي هيمنت على جنوب إفريقيا لعقود طويلة. وأوضحت ووكر موقفها المبدئي بالتذكير بمنعها سابقا للمخرج ستيفن سبيلبرغ من عرض فيلمه المقتبس من روايتها «اللون القرمزي» في جنوب إفريقيا حتى انهار نظام الفصل العنصري وتولى نيلسون منديلاً رئاسة البلاد.
والكاتبة ووكر ليست طارئة على معارضة الجرائم الإسرائيلية فقد زارت غزة عام 2009 وصدمها الدمار الكبير الذي اختلط مع أشلاء قتلى كانوا ضحايا 22 يوما من قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكتبت ووكر في مدونتها الالكترونية أنها لم تتمكن لأشهر عدة من الحديث عما شاهدته وما شعرت به في القطاع المعزول عن العالم.
يذكر أن أليس ووكر فضلا عن أنها كاتبة فهي ناشطة تعج حياتها ومسيرتها بالمواقف الإنسانية انطلاقا من اعتقالها عام 2003 مع غيرها من الناشطين لمشاركتها في مسيرة مناهضة للحرب في العراق، مرورا بمساهمتها في تأسيس العديد من المنظمات الإنسانية والنسائية وانتهاء بتحديها الواضح للقرار الإسرائيلي ووجودها على متن سفن أسطول الحرية، وجهتها غزة.
عاشت ووكر في هذه اللحظات ما يعيشه العرب بالمطلق عند عبورهم هذه النقطة، وشاركتهم في هذه اللحظات العطش والجوع والحر والإهانة التي وجهت لها مرارا في كل تعامل لها مع جنود الاحتلال من الحدود الأردنية حتى وصولها إلى غزة.