رحيل الصكار
توفي الشاعر والخطاط والروائي العراقي محمد سعيد الصكار في باريس عن عمر ناهز ال 80 عاماً، والصكار أحد أهم الخطاطين العرب في العصر الحديث لقب بـ«شيخ الخطاطين» وبـ«شاعر الحرف»
تجسدت في شخصه مجموعة من المواهب والمعارف وكان تنوعه وموسوعيته أحد أهم سمات شخصيته في مجال الخط والمسرح والشعر والصحافة.
ويعد أحد أهم الأسماء في جيل ما بعد الرواد مع مجايليه رشدي العامل، وسعدي يوسف، ويحيى بابان ونزار عباس.. الذين شكلوا في ما بعد ما عرف بـ(جماعة المرفأ)، وهم الجيل الذي اقترب من الخمسينيين بحذر، وانطلقوا في الستينيات رموزاً مهمة.
أطلق الصكار في سبعينيات القرن الماضي مشروعه المثير للجدل «الأبجدية العربية المركزة» الذي وضعه لجهاز الكومبيوتر، ويمثل أول محاولة لإدخال الحروف العربية في الكتابة الإلكترونية ومنه أخذت أولى التطبيقات المعلوماتية التي مكّنت مصممي أجهزة الطباعة الإلكترونية من تصميم النصوص العربية المتنوعة في حروفها المستخدمة حالياً.
وعرف المشروع حينها بـ«مشروع الصكار للأبجدية العربية» ونال عنه براءة اختراع بعد أن اختصر وكثف عدد الحروف لتتلاءم مع الطباعة.
كما قام بتصميم شعار اتحاد الكتّاب الذي ما زال موجوداً لغاية اليوم . أما في الخط العربي فقد أسس مدرسة خاصة به، حيث وضعته تلك المدرسة في مكانة كبيرة لأن خطوطه تعتمد على تزاوج الهندسي والمعماري وخاصة أن ما ابتكره من خط عربي بات أحد اللوازم المهمة في الخط في أجهزة الحاسوب .
وأصدر الصكار 14 كتاباً خلال مسيرة حافلة بالإبداعات. ورسم قصائد لمحمود درويش وسميح القاسم، فضلاً عن بدر شاكر السياب ومحمد مهدي الجواهري والشعراء العرب القدامى في نصوص، أضفت إلى جمال المعنى جمال الشكل.
وكان «شاعر الحرف» يكرر أنه أقرب إلى الشعر ويحب أن يصف نفسه بالقول: «أنا شاعر في خطي وملون في شعري».
أقام الصكار العديد من المعارض التشكيلية ومعارض فنون الخط عبر العالم، أما نصوصه الشعرية فترجمت إلى لغات عدة بينها الروسية والهولندية والدنماركية والإسبانية والكردية والبلغارية، فضلاً عن الإنكليزية والفرنسية.
ولد الصكار عام 1934 في المقدادية شمال شرق بغداد، لكنه نشأ في البصرة التي ظلت بارزة في أعماله الحروفية وأيضاً الشعرية، حيث أصدر ديوانه «أمطار» عام 1962 وديوان «برتقالة في سورة الماء» (1968) ثم ديواناً آخر بالفرنسية في الثمانينيات.