رحيل الكاتب والناقد يوسف الشاروني
رحل الكاتب والناقد يوسف الشاروني أحد أهم رواد القصة القصيرة عن عمر ناهز 93 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
ولد يوسف إسحق قلين الشاروني في 14 تشرين الأول 1924 وتخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة.
بدأ حياته الأدبية بكتابة القصة القصيرة في أواخر الأربعينات ثم زاوج بين القصة القصيرة وألوان أخرى من الكتابة مثل الدراسات النقدية والترجمة وإن بقيت كتاباته القصصية تشكل أبرز إنتاجه وتمثل الإضافة الحقيقية التي قدمها للحركة الأدبية المعاصرة.
كانت طفولته موزعة بين المدينة والريف، فقد عاش في البداية في محافظة المنوفية، حيث كان يعمل والده آنذاك، ثم انتقل والده إلى العمل بالقاهرة لتنقسم حياته ما بين المدينة الرمادية الكبيرة، وحقول قريته الخضراء، وقد عبر عن ذلك قائلاً: «طفولتي كانت موزعة بين القاهرة وجزيرة شارونة بمحافظة المنيا، حيث كان يعيش جدي وجدتي».
كشف الشاروني الذى يعتبر من الرواد الأوائل الذين أرسوا القواعد التأسيسية للقصة التعبيرية، في سيرته الذاتية التي وضعها في كتاب بعنوان «ومضات الذاكرة»، عن علاقته بالآدب، تجربته فيه وكيف تحول إليه ومارسه: «بدأت التعامل مع الكتب في وقت مبكر، ربما في سن الثالثة عشر، وجدت نفسي شغوفاً في هذه السن الباكرة بالأدب العربي، قرأت طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، وجبران خليل جبران، والأدب المترجم .. قرأت روائع كبار الكتاب منهم تولستوي، دوستويفسكي، تشيخوف».
صدرت للشاروني ثماني مجموعات قصصية بين عامي 1954 و1990 وهي «العشاق الخمسة» و«رسالة إلى امرأة» و«الزحام» و«حلاوة الروح» و«مطاردة منتصف الليل» و«آخر العنقود» و«الأم والوحش» و«الكراسي الموسيقية» ثم صدرت له مجموعات «الضحك حتى البكاء» عام 1997 و«أجداد وأحفاد» في 2005 ورواية «الغرق» في 2006.
كما صدر له في مجال الدراسات الأدبية والنقدية نحو عشرين كتاباً منها (الرواية المصرية المعاصرة، والقصة القصيرة نظرياً وتطبيقياً، والخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر، واللامعقول في الأدب المعاصر، والقصة تطوراً وتمرداً).
يذكر أن الكاتب والناقد يوسف الشاروني هو شقيق كل من كاتب الأطفال يعقوب الشاروني والناقد والفنان التشكيلي صبحي الشاروني.
وكان رئيساً لنادي القصة بالقاهرة من 2001 إلى 2006 وحصل على العديد من الجوائز من أبرزها جائزة الدولة التشجيعية في القصة القصيرة عام 1969 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2001 وجائزة العويس الثقافية بسلطنة عمان عام 2007.