معرض عن الحرب على سورية للتشكيلية سارة شمة
محمد سمير طحان محمد سمير طحان

معرض عن الحرب على سورية للتشكيلية سارة شمة

قدمت التشكيلية السورية العالمية سارة شمة في الحادي عشر من أيار الجاري مجموعة من آخر لوحاتها في أولد ترومان برويري بلندن من تنظيم غاليري ستولن سبيس ليكون المعرض فرصة للجمهور البريطاني للاطلاع على أعمال حديثة و مختارة من نتاج الفنانة السورية.

وتعكس هذه الأعمال تجربة شمة الفنية و الشخصية جراء الأحداث والإرهاب الذي يعاني منه الشعب السوري حيث تعتمد اللوحات على حساسية عالية في رصد المأساة في سورية والمنطقة بأكملها وتضع المتلقي الغربي في صورة ما يحدث من دمار على كل الأصعدة بسبب الإرهاب.

وتقول الفنانة شمة في بيان صحفي إن حالة الحرب تغير حياة الانسان الذي يعيش في الغربة فتصبح حياته مختلفة بطريقة لا يمكن تصورها عن حياة أقرانه ممن لم يتذوقوا مرارة الحرب حيث تدفع الانسان في الغربة للنظر إلى الناس بطريقة جديدة فيرى ما كان خفيا عليه سابقا ويزداد لديه تقدير حياة الفرد من خلال احتمال الفقدان.

وتوضح شمة ان كل خسارة تعوض الا فقدان الحياة مبينة أنها ترغب من خلال هذا المعرض ان تأتي بكل من فقد حياته خلال هذه الحرب إلى لندن وأوروبا ليراهم الجمهور الغربي وينظر في عيونهم ويشعر بخسارتهم وتقول.. سأعيد هؤلاء الى الحياة ليرووا قصصهم ويدافعوا عن اختلافهم ويقنعوا الجميع بأحقيتهم بالحياة.

ويؤكد مؤرخ الفن البريطاني ادوارد لوسي سميث بذات المناسبة أن شمة امتلكت الشجاعة لتتفاعل مع الأحداث المأساوية الجارية في بلدها وتعلق عليها من خلال لوحاتها الحديثة التي تعتبر رجع صدى للشعور بالأوضاع التراجيدية الراهنة في وطنها مبيناً أن التركيب والاستخدام الروائي في اعمال شمة يستدعي المقارنة مع أعمال رسامي التاريخ العظماء من امثال غويا ودولاكروا في رائعته مجازر خيوس.

ويرى سميث أن لوحات شمة تأخذنا من خلال ما يشبه الرحلة السينمائية في تجربة الحرب نفسها فتسمح لنا بمشاهدة فظائع التهجير والفقدان وحتى الاحساس بها عبر أعين اللاجئين والمعذبين والمشوهين وضحايا الإرهاب.

بدورها تصف الناقدة الفنية ومنسقة المعرض ساشا كرادوك مقاربة شمة للرسم بأنها لعب معقد بين الواقعي والرمزي تشير فيه من خلال التركيز المتغير بين القرب والبعد- الوضوح والغموض إلى حالة عامة بتفصيل مضاعف أحياناً مبينة أن احدث بورتريه شخصي لدى الفنانة السورية يضم حالات وأزمان مختلفة تظهر فيه الفنانة مظللة بهيكل عظمي لوحش أسطوري يحدق بها بينما يذبل ويفرغ من الهواء بالون على مستوى آخر من اللوحة.

وتقول كرادوك إن لوحات شمة تتفاعل مع بعضها لبناء حالة قوية من التأمل وتحمل عالماً غيبياً في طياتها يوحد بين كثير من التفاصيل الشديدة الواقعية والاعضاء البشرية على سبيل المثال مع ضربات الريشة المنفلتة عبر الوجه.

يذكر ان الفنانة سارة شمة من مواليد دمشق 1975 درست في معهد ادهم اسماعيل للفنون التشكيلية وفي قسم التصوير الزيتي بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق أقامت العديد من المعارض الفردية في مختلف دول العالم وحصدت مجموعة كبيرة من الجوائز منها جائزة بي بي بورتريه في صالة البورتريه الوطنية في لندن 2004 وجائزة وتر هاوس للتاريخ الطبيعي في جنوب استراليا 2008 وجائزة بينالي فلورانس 2013 واختيرت من قبل برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عام 2010 كشريكة من المشاهير للبرنامج وقدمت معرضين في العامين الماضيين احدهما بعنوان طابور في كلية الفن الملكية في لندن 2013 ومعرض شتات في صالة ارت سوا في دبي 2014.

 

المصدر: سانا