بيان من الإرادة الشعبية: نحو إعمار البلاد ووحدتها ووحدة أهلها

بيان من الإرادة الشعبية: نحو إعمار البلاد ووحدتها ووحدة أهلها

بيان من الإرادة الشعبية

نحو إعمار البلاد ووحدتها ووحدة أهلها

لعبت العقوبات الغربية، والأمريكية خاصة، دوراً إجرامياً تجاه الغالبية الساحقة من أبناء الشعب السوري، طوال السنوات الأربع عشرة الماضية. وإن حجم الفرح الكبير الذي غمر السوريين بتصريحات ترامب حول رفع العقوبات، يتناسب مع حجم الألم والمعاناة التي سببتها تلك العقوبات على مختلف المستويات.

إن حزب الإرادة الشعبية، والذي كان رافضاً للعقوبات من أول يوم لتطبيقها وما يزال، لأنها لم تستهدف يوماً نظام الأسد بل استهدفت الشعب والدولة أولاً وأخيراً، وإذ يشارك السوريين أملهم وفرحهم بخطوة رفع العقوبات، فإنه يثبت النقاط التالية:

أولاً: إيقاف الاعتداء الاقتصادي على الشعب السوري، وإنْ تم استكماله فعلاً بقرارات واضحة تنهي العقوبات بشكل كامل، لا ينبغي أن يمحي آثار الجريمة وضحاياها، والتي يجب أن تبقى في ذاكرة السوريين، لتكون مرشداً لسياساتهم اللاحقة وخاصة الاقتصادية-الاجتماعية.
ثانياً: أمام السوريين فرصة جديدة كما أسماها ترامب، وهذه الفرصة ينبغي أن تستثمر أحسن استثمار عبر الاستناد إلى توحيد السوريين وتوحيد أرضهم كنقطة انطلاق لا بديل عنها لإعادة إعمار حقيقية تنهض بالبلاد مجدداً.
ثالثاً: علينا أن ندرس جيداً نماذج إعادة الإعمار المختلفة التي خاضتها الدول بعد أزمات طويلة، وأن نتجنب الوقوع في التجارب الفاشلة التي أدارها صندوق النقد والبنك الدوليان، والتي أضعفت بالمحصلة جهاز الدولة والدولة ككل، وحولت المجتمع إلى مجتمع غير منتج، وأعادت إنتاج الأزمة بعد عقد أو عقدين بشكل أضخم وأكبر، كما جرى في لبنان والعراق وغيرهما.
رابعاً: العالم مفتوح أمامنا اليوم، ولا ينبغي لنا أن نكون تابعين لا لغرب ولا لشرق، بل أن نستفيد من التناقضات القائمة لتحصيل أفضل الشروط، وهو أمر ممكن وينبغي استثماره أفضل استثمار.
إن الفرح يليق بالسوريين، ويليق بهم أيضاً العمل المنتج الذي يوحدهم وينهض ببلادهم موحدةً شعباً وأرضاً، لتحتل المكانة التي تليق بها، وليعيش أهلها حياة كريمة عزيزة يستحقونها استحقاقاً مضاعفاً، لأنهم بشر أولاً يستحقون كغيرهم العيش الكريم، ولأنهم دفعوا أثماناً باهظة جداً ليصلوا إليها، ولما يصلوا بعد...

دمشق
14/5/2025