نداء إلى الشعب السوري
نداء إلى الشعب السوري
أيها الشعب السوري المنتصر
لم تكد تمر ساعات قلائل على رحيل السلطة الغاشمة السابقة، حتى سارع «الإسرائيلي» إلى توسيع عدوانه الشامل على الأرض السورية والشعب السوري، من قصفٍ وهجمات جوية هي الأعنف منذ حرب تشرين عام 1973، استهدفت مقراتٍ ومعداتٍ وأسلحةٍ هي ملك الشعب السوري وجزء من عوامل قوته، إلى التغول على جبل الشيخ العزيز ومناطق متعددة ضمن محافظة القنيطرة، والقفز فوق القرار 338، وإنهاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 من طرف واحد، ناهيك عن الاستمرار في احتلال جولاننا السوري.
إنّ جوهر السلوك «الإسرائيلي» العدواني الراهن، يكمن في النقاط التالية:
أولاً: السعي إلى تنغيص فرح السوريين وتثبيطهم وإحباطهم والفت في عزائمهم، ومحاولة «ترويضهم» بشكلٍ استباقي؛ لأن «الإسرائيلي» يعلم علم اليقين أن عدوه الحقيقي كان وما يزال هو شعوب المنطقة بأسرها، وبينها الشعب السوري الذي دفع الغالي والثمين طوال عقود في مواجهة هذا الاحتلال.
ثانياً: يعكس سلوك «الإسرائيلي» قناعته العميقة بأن ما جرى في سورية يوم أمس قد أفقده أحد «ضمانات» أمنه؛ حيث تاجرت السلطة السابقة بالقضية الوطنية بالكلام والشعارات طوال عقود، بينما كان سلوكها في إضعاف سورية وشعبها على كافة الصعد أحد أفضل الهدايا التي تم تقديمها للعدو، ناهيك عما يمكن التكهن به، وسيكشفه التاريخ لاحقاً، من علاقات من تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة.
ثالثاً: إذا كان أحد أهم دوافع نضال الشعب السوري ضد السلطة السابقة هو رفضه الضيم والذل والاعتداء على سيادته وكرامته ولقمة عيشه من جانب سلطة غاشمة، فإنه لم ولن يقبل أن يعيش صاغراً ذليلاً أمام احتلال إجرامي حاقد يكن للشعب السوري ولكل شعوب المنطقة أشد مشاعر البغض والكره والتعالي والتكبر والتجبر والحقد. وسلوك «الإسرائيلي» يعكس فهمه لارتباط الشعب السوري بأرضه وحرصه على كل ذرة من ترابها، وحرصه على كرامته وسيادته، وفهمه أنّ عداء الشعب السوري للاحتلال «الإسرائيلي»، كان دائماً أصدق وأنبل من كل ما تم إلقاؤه من شعارات مجانية من جانب السلطات المختلفة. وإنْ كان شعار المقاومة قد تمت الإساءة إليه عبر الإتجار الرخيص به لمصالح شخصية ضيقة، فهذا لا يعني بحالٍ من الأحوال أن السوريين أضاعوا أو سيضيعون البوصلة التي تتجه دائماً صوب الجولان وصوب القدس.
أيها الشعب السوري الكريم
علينا أن نحافظ على النصر المنجز والذي ما يزال غير مكتمل، عبر التضامن والتكافل فيما بيننا، وتجهيز العديد والعدة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، لمنع الأفعى الصهيونية من لدغنا في قلب فرحنا، وعلينا أن نبقي نصب أعيننا أن أحد معايير حكمنا على أي سلطة قادمة، مؤقتة ومن ثم منتخبة، ينبغي أن يكون الموقف الواضح اللفظي والعملي من الاحتلال «الإسرائيلي».
على المجتمع الدولي أيضاً أن يتخذ مواقف واضحة وعملية في الدفاع عن القانون الدولي، وعلى مؤسسة الأمم المتحدة أن تخرج من حالة السبات وانعدام الحيلة والتواطؤ الفعلي مع الكيان، وأن تلعب دورها، وإلا فإنها تراكم عوامل نهايتها القريبة.
وعلى الدول الضامنة للتحولات الجارية في سورية، وضمناً تركيا وروسيا على الخصوص، وتلك التي لها نقاط مراقبة عند خط فك الاشتباك، ونقصد روسيا بالذات، أن تضطلع بدورها وأن تتحمل مسؤولياتها القانونية بأسرع وقت وبشكل عملي وحاسم.
إن التوازن الدولي الجديد، والتغيرات الكبرى التي تحصل، تعيد التأكيد على أن «الإسرائيلي» ومعه الأمريكي، ذاهبون باتجاه خسارة استراتيجية في منطقتنا، وعلينا كسوريين أن نسرع هذه العملية وألا نسمح للصهيوني بتنغيص فرحنا وتهديد المستقبل الجديد لبلادنا الذي ما يزال في طور الولادة...
حزب الإرادة الشعبية
دمشق 9/12/2024
تحميل المرفقات :
- نداء إلى الشعب السوري (46 التنزيلات)