مؤتمر صحفي هام لوفد الجبهة الشعبية قبل التوجه لموسكو - القطيعة الكاملة مع الأمريكان، وطرد سفيرهم
عقد وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سورية قبل سفره لروسيا، مؤتمراً صحفياً في دار قاسيون ظهر هذا اليوم 6/10/2011، حضره العشرات من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة ووكالات الأنباء العربية والأجنبية والمحلية، وذلك لتسليط الضوء على الزيارة المرتقبة للوفد إلى روسيا للقاء الخارجية الروسية والفعاليات الأخرى، والحديث عن مؤتمر اسطنبول وما نتج عنه من تشكيل للمجلس الوطني السوري، ومجلس الأمن وقراره أمس.
حضر من الجبهة د. علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ود. قدري جميل أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والمناضل والمعتقل التاريخي عادل نعيسة.
د.علي حيدر كشف في بداية حديثه أسماء أعضاء الوفد مؤكداً أنهم أربعة فقط والرقم قابل للزيادة وهم: د.قدري جميل، د.علي حيدر، والأستاذ عادل نعيسة والأب أنطوان دورة حيث سيقوم الوفد بالزيارة ابتداء من يوم الأحد القادم وستستمر أربعة أيام.
وأضاف حيدر أن للزيارة هدفان، الأول: نقل صورة واضحة عما يحصل في الداخل السوري، خاصة وأن الكثير من الأشياء قد تم نقلها بشكل خاطئ، ولم تصور الأحداث على حقيقتها, مؤكداً على تواجد الجبهة الشعبية على طول البلاد وعرضها, وأن بإمكانهم نقل صور يعجز الإعلام أحيانا عن نقلها، والهدف الثاني رده حيدر إلى الطلب من الروس المزيد من الدعم للحراك الشعبي, والقراءة الواضحة لاستخدام الروس والصين حق النقض الفيتو ضد قرار يدين سوريا, هذا الفيتو الذي سيكون دعما للحراك الوطني الشعبي السلمي الذي هو الضمانة للتغيير والإصلاح وحمايته من الاختطاف لأن منع التدخل الخارجي يعني حماية هذا الحراك حسب قوله.
وأشار حيدر إلى أن سورية تعيش أزمة سياسية عميقة بسبب غياب الحياة السياسية عن البلد لأكثر من أربعين عاما، وأن الحراك الشعبي اليوم فاجأ الجميع النظام والمعارضة معاً.
واعتبر حيدر أن الحالة التي نراها على الأرض هي حالة صحية طبيعية, ومن الطبيعي أن يستطيع الحراك بلورة قادته إلى اللحظة بالإضافة إلى رؤاه ومشروعه المستقبلي .
من جانبه أكد د. قدري جميل أن الدعوة أتت من الخارجية الروسية، من هنا تأتي أهمية الزيارة لافتاً إلى أن الجبهة تنظر إلى المعارضة السورية من خلال الوطنية منها واللاوطنية، منوها أنهم في الجبهة لن يتحدوا مع المعارضة الخارجية اللاوطنية حتى ولو حاورها النظام لأن تلك المعارضة خط أحمر.
واعتبر جميل أن المشكلة الأساسية لمؤتمر اسطنبول هو الاستقواء بالخارج, والاستدعاء للتدخل الأجنبي تحت حجة حماية المدنيين التي تعني فيما تعنيه حظر جوي وضرب للدفاعات الجوية.
وأوضح جميل أنهم ليسوا ذاهبين من أجل أي تدخل روسي في الشأن السوري الداخلي لأنهم بالأصل ضد أي تدخل خارجي, بل لأنهم يبحثون عن شيء آخر وهو البحث عن المواقف الخارجية الإيجابية التي تمنع التدخل الخارجي, الذي يمنع عمليا الحوار.
وأكد جميل أنه وفي حال حدوث أي تدخل خارجي سيصبح المخرج مستحيلا. منوها أن الذي سيفرط التطور الطبيعي لسورية هو التدخل العسكري، وهذا ما يريده الأمريكيون والفرنسيون والإنجليز, لأن مجلس الأمن بانتظار أي قرار لتمرير موبقاته.
وحيا د. جميل باسم الجبهة الموقف الروسي والصيني الذي يعتبر حماية للشعب السوري والمدنيين، مشيراً أن النضال ضد التدخل الخارجي قضية وطنية بامتياز, فالناتو قتل في ليبيا 60 ألف، وشرد مليون، فكم العدد الذي سيكون في سورية؟ وأوضح أنهم في الجبهة ضد ممارسات النظام، وضد سياساته الاقتصادية الاجتماعية التي مورست طيلة السنوات الخمس الماضية والتي أوصلت البلاد إلى الأزمة التي تعيشها اليوم.
ورأى جميل أن بعض السياسة الخارجية أيضا كانت مدخلا للعدوان وللأزمة الحالية, متسائلاً: ماذا تعني العلاقات السورية – القطرية كما تبين وكذلك العلاقات السورية – التركية؟! لقد تبين أنه اختراق أكيد من أجل هز الوضع الداخلي و تحضير الأرضية لهذه الهزة الكبيرة في البلاد.
واستغرب د. جميل عدم طرد السفير الأمريكي إلى الآن، والقطيعة الكاملة مع الأمريكان، وختم جميل حديثه قائلاً: أن من حق الشعب أن لا يثق بأي حركة سياسية قبل تجريبها، وأخذ موقف منها على حساب برنامجها وعلى أساس ممارساتها اللاحقة.
بدوره أكد المناضل عادل نعيسة أن المشكلة ليست كما يتصور البعض لأن المشكلة تتعلق بالوطن بأكمله، وليست مشكلة نظام فقط أو أشخاص، فالحراك بدأ نتيجة معاناة حقيقية لمن يعيشون في قعر المجتمع، ومن الشرطي المزروع برأس كل مواطن سوري إلى الحيتان الكبيرة التي نهبت البلد، بالإضافة إلى المحسوبية والرشاوى والسرقات، ومن واجبي أن أقدم ما أستطيع من أجل إنقاذ الوطن والمواطن، مشيراً أنه بين الحراك الشعبي والنظام يقف ليقدم الدور المطلوب مني.
وأكد نعيسة أننا نفتقد لأحزاب حقيقية وصحف جريئة، وبرلمان يمثل الشعب، منوهاً أن الذي يقومون به الآن يعتبر جزء من المخرج من الأزمة الحالية بأقل خسائر.
بتاريخ: 6/10/2011