مؤتمر صحفي لوفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير العائد من موسكو
عقد ممثلون عن وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير الذي عاد من موسكو يوم أمس الجمعة، مؤتمراً صحفياً في الساعة الحادية عشرة من صبيحة هذا اليوم السبت 15/10/2011 في دار قاسيون بدمشق، بحضور عدد كبير من مندوبي مراسلي الصحف والمحطات المحلية والعربية والأجنبية ووكالات الأنباء المختلفة..
مثّل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في المؤتمر أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين د. قدري جميل، د. علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعضو الجبهة المناضل المعروف عادل نعيسة، والأب المعارض طوني دورة..
في بداية المؤتمر قرأ د. علي حيدر أمام الوسائل الإعلام بيان الجبهة عن الزيارة، والذي أكدت من خلاله الجبهة على رفض التدخل الخارجي بكل أشكاله تحت أي مسمى، والدعوة للحوار الجدي بين جميع الأطراف لأنه السبيل الوحيد للخروج الآمن من الأزمة..
وأوضح البيان أن التمهيد الجيد لخلق المناخ المؤاتي لهذا الحوار يتم من خلال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين لم تشملهم مراسيم العفو الأخيرة، ووقف الاعتقال التعسفي وتحريم استعمال السلاح على الجميع دون استثناء..
تفاصيل المؤتمر الصحفي كاملة ستنشر فور إعدادها وتحريرها...
أيّها السوريّون!
أبناء يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، ابراهيم هنانو، صالح العلي، فارس الخوري..
أبناء «الشعب السوري الحيّ العظيم» الذي أسّس للحضارة والعلم والعدل.. الشعب الذي رفض الذلّ والعدوان في الماضي، وعلّم المحبّة والعنفوان، ورغم أصالةٍ كامنة إلاّ أنّ الحقد المختبئ خلف أقنعةٍ ملوّنة تمكّن من بلبلة العقول والنفوس،، فصُمّت الآذان، ووصل المطاف بعد ما يقارب الأشهر السبعة إلى أزمةٍ خطيرة وعميقة، فرغم الحاجة الحقيقيّة للتغيير الديمقراطي البنيوي الجذري العميق، طريقاً للإصلاح المعلَن مطلبًا، لا زلنا نخسر الدماء الزكيّة في العنف الدائر داخل الوطن، فينتشر الجهل الأعمى، ويربح الحقد الغاشم جولاتٍ، ونفقد يومًا بعد يومٍ مِنعتنا التي لا تكون إلاّ بوحدة شعبنا وتحقيق مصلحته.
أيّها السوريّون..
جاءت زيارتنا إلى روسيا الصديقة في الفترة الممتدة بين 2001/10/10 ــ 2011/10/13، في سياق مساعينا الدؤوبة للبحث عن مخارج من الأزمة العميقة التي تعصف بسوريا، والتي أفقدتها حتى الآن ألاف الشهداء... فكان لنا عدد من اللقاءات التي ابتدأت بزيارة السيد مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الاتحادي الروسي، لقاء مع السيد بوكدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، السيد ايفان ميلنيكوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي والنائب الأول للحزب الشيوعي الروسي، بالاضافة إلى اللقاء الأخير مع الجالية السورية المتواجدة هناك.
هذه اللقاءات التي كانت فرصة لتأكيد ثوابتنا التي تقوم على ضرورة حماية الحراك الشعبي الوطني السلمي باعتباره ضمانة التغيير، من خلال:
- رفض التدخل الخارجي بكل أشكاله، وتحت أي مسمى كان.
- الحوار الجدي والمنتج بين القوى الوطنية البناءة، وهذا هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول الآمنة واللائقة اللازمة للخروج من الأزمة العميقة التي يعاني منها الجميع دون استثناء، وذلك بعد رصد كل العناصر المؤثرة في الساحة السورية، وعدم الإقصاء من أحد لأحد يعمل تحت سقف الوطن والموقف الوطني.
- لابد من التحضير الجيد للأجواء المهيئة لإطلاق هذا الحوار، وذلك عبر إجراءات فورية تساهم في مد جسور الثقة بين أبناء الشعب الواحد عبر تنفيذ المستحق من توصيات اللقاء التشاوري الذي عقد في دمشق بين 2001.7.10 ــ 2011.7.12 وأهمها:
- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين لم تشملهم مراسيم العفو الرئاسية الأخيرة، وكذلك الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة والذين لم تصدر بحقهم أحكام قضائية.
- وقف العنف والإعتقال التعسفي وتحريم استعمال السلاح من الجميع دون استثناء، وإزالة جميع المظاهر المسلحة.
أخيراً، نقدم شكرنا للصين وروسيا على استخدامهما الفيتو في جلسة مجلس الأمن الأخيرة ضد مشروع قرار يشكل مدخلاً يستغله الغرب للعدوان على شعبنا وخرق سيادة وطننا تحت أي مسمى جاء. هذا الفيتو الذي إن أطال في عمر النظام زمناً، إلا أنه أطال في عمر سوريا واحدة موحدة سيدة مستقلة على مر الزمان.
كذلك أكدنا على ضرورة استمرار التواصل مع باقي أطراف المعارضة الوطنية السورية لأنها جزء هام من النسيج الوطني السوري لايحق لأحد تجاهله.
أيّها السوريّون..
الإصلاح الحقيقيّ الجذري الشامل مطلبٌ حقّ، والحرّيّة والعدالة والإنماء أسسٌ لا بدّ منها لكرامة الشعب ومصلحته، فلا نهدرْ هذه الكرامة بممارساتٍ واصطداماتٍ ليست من ثقافة شعبنا ولا تمتّ إلى الحقّ بصلة، ولنترفّعْ عنها لنقي بلادنا شر الهلاك.
ولنلتقِ جميعاً، مواطنون أحراراً متساوون لنضعِ الأسس التي تحمي شعبنا وحقوقه، وتحقّق طموحه بالحياة الحرّة العزيزة في وطن حر.
فلنحقنِ الدماء الغالية – وديعة الأمّة فينا، ولنكبر على الصعاب، فجراح سوريا النازفة تحتاج لأن نضمّدها، ولنرتقِ إلى النقاش والتفاعل الواعي الهادئ فنضعَ الحلول لمشاكلنا، كي نستحقّ أن نكون أبناءَها الأبرار.
بتاريخ 15/10/2011