السعودية ومصر وتركيا قد ينضمون إلى بريكس!
لوكاس ليروز* لوكاس ليروز*

السعودية ومصر وتركيا قد ينضمون إلى بريكس!

لم تمضِ الكثير من السنوات التي كانت فيها بعض الدول الهامة على الصعيد الإقليمي تصنّف على أنّها حليفة أو تابعة للولايات المتحدة، ولبقية دول المركز الرأسمالي. لكننا نرى أنّ بعض هذه الدول، محكومة بمشهد اقتصادي عالمي يعلو فيه شأن القوى الصاعدة بشكل متزايد، مضطرة للتعامل مع الوقائع الجديدة التي تصبّ في مصالحها، ولو عنى ذلك العمل بآليات مصممة في جوهرها لكسر هيمنة المركز الغربي، وبناء عالم متعدد الأقطاب يكون لها فيه شأن أكبر.

ترجمة: قاسيون

يبدو أن دول البريكس قريبة حقاً من التوسع. الآن، وفقاً للمعلومات الواردة من المنتدى الدولي للمجموعة، أعربت المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا عن اهتمامها بالتقدم للعضوية. في السابق، طلبت إيران والأرجنتين بالفعل الانضمام إلى بريكس. بهذا، يتضح أن الدول الصاعدة حول العالم ترى في البريكس طريقة لتحسين علاقاتها الدولية، والمساهمة في بناء نظام عالمي جديد.
قالت بورنيما أناند، رئيسة منتدى بريكس الدولي يوم 14 تموز: إنّ ثلاث دول أخرى يمكن أن تنضم «قريباً جداً» إلى المجموعة التي تتكون حالياً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. ووفقاً لها، أبدى ممثلو كلّ من الحكومة السعودية والمصرية والتركية اهتماماً بالانضمام إلى مجموعة البريكس، وأنّهم يقومون بالفعل بتقديم المتطلبات الإجرائية لإضفاء الطابع الرسمي على الترشح.
لقد أبدت جميع هذه الدول اهتماماً بالانضمام، وتستعد للتقدم بطلب العضوية. أعتقد أن هذه خطوة جيدة، لأنّ التوسع يُنظر إليه دائماً بشكل إيجابي. من الواضح أن هذا سيزيد من تأثير بريكس في العالم. وكما قالت أناند: آمل أن يتم انضمام دول إلى بريكس بسرعة كبيرة، لأنّ جميع ممثلي نواة الاتحاد الآن مهتمون بالتوسع. لذا، سيكون ذلك قريباً جداً.
في نقطة أخرى من حديثها، ذكرت أناند أيضاً، أن الوصول قد لا يحدث دفعة واحدة. وبهذا المعنى، من المتوقع أن يحدث انضمام واحدة أو اثنتين في كل مرة، إذا تم قبول الدول بالفعل للانضمام إلى المجموعة في المستقبل.
ي الواقع، تؤكد كلمات أناند بعض التوقعات السابقة التي ظهرت في التصريحات المماثلة الأخيرة الصادرة عن سلطات أخرى في المجموعة. على سبيل المثال: صرح رئيس إدارة الشؤون الاقتصادية الدولية في وزارة الخارجية الصيني، لي كيكسين، في إحدى المناسبات، أنه ليس فقط هذه البلدان، بل حتى إندونيسيا أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة البريكس.
هناك العديد من البلدان حالياً عند الباب، على سبيل المثال: إندونيسيا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والأرجنتين. أعتقد أن هناك تفاهماً مشتركاً بأنّ «دول البريكس» بحاجة إلى التوسع، والحصول على «وجوه جديدة».

لماذا هذا الاهتمام الكبير؟

في الواقع، تفسير سبب اهتمام العديد من الدول بالبريكس ودولها بسيط، ويمكن رؤيته في كلمات سفير الأرجنتين لدى الصين، سابينو فاكا نارفاجا، خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً: نحن مهتمون بالانضمام إلى مجموعة البريكس لأنها آلية تعاون تتألف بالكامل من الاقتصادات الناشئة. لا توجد شروط مخفية وكل التعاون يعود بالفائدة على الطرفين.
في حين أن الكتل الاقتصادية والتحالفات السياسية التي تقودها دول «الشمال الجيوسياسي» تحكمها دائماً مبادئ أيديولوجية صارمة مرتبطة بأجندات، مثل: الليبرالية الجديدة والرأسمالية البيئية والنموذج الغربي [للديمقراطية]، فإنّ دول البريكس، كونها دولة المجموعة الاستراتيجية والبراغماتية للتعاون بين الدول الصاعدة، ليست مهتمة بأية حال من الأحوال بالأجندات السياسية التي يتبعها أعضاؤها، أو بالمبادئ الأيديولوجية لحكوماتهم. ما يهم في مجموعة البريكس هو تعزيز الشراكة متعددة الأطراف من أجل الوصول إلى مستويات أكثر تقدماً من التنمية، دون تدخل سياسي، أو متطلبات أيديولوجية.
هذا بلا شك موضع اهتمام البلدان التي «يرفضها» الغرب بطريقة أو بأخرى بسبب النهج الذي تدير به سياساتها الداخلية، أو المعاناة من المقاطعة، أو العقوبات، أو مجرد الانتقام من الحصول على بعض الفوائد في المجتمع الدولي. في دول البريكس، ما هو موجود هو مسار يركز فقط على التعاون غير القائم على السيطرة على الآخرين- أو بعبارة أخرى بدون قيود وشروط مسبقة تتعارض مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.
يتمتع هذا الجانب الذي تغيب عنه ممارسات الدول الغربية المعتادة، وفكرة هيمنة المؤسسات التي يسخرها الغرب عادة، بميزة إستراتيجية أساسية: السماح للدول المتنافسة بالانضمام إلى البريكس في وقت متزامن، على الرغم من وجود مصالح متناقضة في أماكن أخرى في بعض الأحيان. تتيح المجموعة للدول ذات المصالح المتباينة التغلب على خلافاتها لصالح مصلحة مشتركة أكبر تضمن الفوز لهم كلهم. هذا هو الحال بالضبط بالنسبة للصين والهند على سبيل المثال- وسيكون كذلك الحال بالنسبة لإيران والمملكة العربية السعودية، إذا تم قبول طلباتهما.
من الضروري أن نلاحظ كيف يُعد التوسع بزيادة أهمية البريكس في عمليات صنع القرارات الدولية. تضم المجموعة حالياً 42٪ من سكان العالم، وتملك 24٪ من الناتج الإجمالي العالمي. والآن ومع احتمال انضمام أعضاء جدد، ستزداد هذه الأرقام أيضاً، وبالتالي ستصبح المجموعة أكثر ترابطاً وشمولاً. ستكون معظم الطبقات الوسطى الاستهلاكية في العالم ضمن مجموعة البريكس، أو يتم دمجها بطريقة ما- مع الأخذ بالاعتبار التكتلات الاقتصادية التي يشكل أعضاء المجموعة جزءاً منها.
من الناحية العملية، تعني هذه الأهمية الاقتصادية الكبرى القدرة على المساومة في السيناريو الدولي- والتي لا شك أنها تهم الدول الصاعدة- وتساهم في تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب- وتكون لها القدرة على الدفاع عن مصالحها فيه، دون أن تضطر للتحوّل إلى دمية غربية.
*لوكاي ليروز: باحث مختص في العلوم الاجتماعية في جامعة رورال فيدرال يونفرستي في ريودي جانيرو. يعمل كمستشار جيوسياسي.

بتصرّف عن:
Saudi Arabia, Egypt and Turkey could join BRICS

معلومات إضافية

العدد رقم:
1079