أزمة 2020 وتغيرات في سوق النفط الأمريكية..

أزمة 2020 وتغيرات في سوق النفط الأمريكية..

تستمر أسعار النفط بالتقلب في السوق الأمريكية، فتشهد ارتفاعات مؤقتة عندما تأتي أخبار عن انخفاض المخزون، أو اضطرابات في الشرق الأوسط، وتنخفض عندما تظهر التقديرات حول حجم الركود في السوق الأمريكية... بينما الاتجاه العام هو لعدم التعافي في أسعار سوق النفط الأمريكية تحديداً، بما يسمح لشركات النفط والغاز الصخري باستمرار واسع، والسوق الأمريكية للنفط تشهد إعادة هيكلتها: فتفلس شركات وتفشل في سداد ديونها، بينما تكبر شركات كبرى وتطور إنتاجيتها.

أكثر من 30 مليار دولار هو حجم الديون المتراكمة خلال النصف الأول من العام الحالي على شركات النفط والغاز، والتي فشلت في سدادها وسجّلت عدم السداد بداعي الحماية من الإفلاس، وهي تأتي من حوالي 23 شركة، 5 منها فقط فشلت في الربع الأول من العام خلال أزمة النفط، بينما الباقي بمجموعها فشلت في الربع الثاني من العام، عند اشتداد أزمة الوباء والركود الناجم عنه.
الأسعار الحالية، ورغم ارتفاعها نسبياً في شهر تموز بالمقارنة بشهر حزيران، إلا أنها لا تزال غير داعمة لاستعادة الحفارات المتوقفة. ففي الولايات المتحدة تعمل الآن حوالي 180 حفارة نفطية، وقد انخفضت من 638 منصة حفر إلى 180 منصة خلال 18 أسبوع، والبعض يتوقع أنّ الأمور قد تتفاقم في الصناعة النفطية، في حال دخول الفيروس موجة ثانية من الانتشار في الولايات المتحدة.
وعلى الضفة الأخرى- وفي كبريات شركات الولايات المتحدة- تحدث تغيرات وتحالفات يصفها البعض بأنها تعيد هيكلة قطاع النفط، وتُحدث نقلة نوعية في بنيته التكنولوجية، حيث أعلنت شركة هاليبرتون عملاق خدمات النفط الأمريكي، أنها تجري تحالفات ستغير شكل حق النفط في المستقبل. وفي مؤتمر هاليبرتون الأخير، قدمت بالتعاون مع شركة TechnipFMC ومع منصة Odassea أول جهاز استشعار صوتي بالألياف البصرية للآبار تحت سطح البحر، بما يتيح التصدير والتشخيص بشكل أدق، وبما يقلل التكاليف. كما أعلنت هاليبرتون عن اتفاقية استراتيجية مع مايكروسوفت مدتها 5 سنوات، أيضاً لتفعيل التكنولوجيا الرقمية في اكتشاف الحقول، والتحول نحو الحفارات الرقمية، والتي ستحقق اختصاراً كبيراً في عمليات الحفر وعدد العاملين في القطاع.
إن سوق النفط العالمية تتغير بسرعة منذ عام 2014، وجزء من هذا التغير سيقلل الاعتماد على الطاقة الأحفورية، ويوجه استثمارات الطاقة إلى الطاقة المتجددة، ولكنها ستمركز سوق النفط إلى حد بعيد لتفلس مجموعة شركات صغيرة، وتندمج الشركات الكبرى، وتحدث نقلة في الاستثمار في القطاع، وتخفيضاً في التكاليف يسمح لهؤلاء بالاستمرار... حيث تساهم شركات النفط والتكنولوجيا الكبرى في حجب أموال الإنقاذ الأمريكية عن شركات النفط والغاز الصخري، التي سيفلس جزء هام منها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
978