مياهنا في أزمة!! - جولاننا ومياهنا\ 5

ليست الجولان تلك الأرض الخصبة والجميلة فحسب بل هي أم مياه المنطقة الجنوبية بدءاً من جبل الشيخ وانتهاء ببحيرة طبريا، فليس تمسك الكيان الصهيوني بالجولان إلا لأنها العصب الأساسي للمياه لديه.

فجبل الشيخ يعد خزان المياه الأساسي لجنوب سورية ولبنان وشمال فلسطين وتتجلى أهميته ليس فقط بانحدار أهم روافد نهر الأردن من أراضيها، بل أيضاً في هيمنتها الاستراتيجية على منخفض الحولة وطبريا ومجاري روافد نهر الأردن ومنحدرات جنوب لبنان التي ينبع فيها، ويجري نهر الحاصباني والينابيع الأخرى التي تغذي شمالي فلسطين.
وأهم أنهار الجولان نهرا اليرموك وبانياس ومنذ احتلال الكيان الصهيوني لهضبة الجولان قام بوضع كل الموارد المائية تحت سيطرته بما فيها بحيرة مسعدة ونهر بانياس وينابيع المنطقة كلها واستغلال مصادر المياه هذه أدى إلى سد 30% من احتياجات الكيان الصهيوني للمياه ـ ويدعي أن سورية باستطاعتها نشر الجفاف لديه إن هي تمكنت من استعادة الجولان ـ
كتب هوراس ميركالين عام 1921: «إن مستقبل فلسطين بأكمله هو بأيدي الدولة التي ستبسط سيطرتها على الليطاني واليرموك ومنابع الأردن».
ولكن هل علينا أن نقبل بالعطش فيما يستمتع المستوطنون الصهاينة بالسباحة في أحواض تملؤها مياه نحن أصحابها العطشى. وفيما يعاني أشقاؤنا في الأردن من نقص شديد في أبسط احتياجاتهم من المياه، وبينما لا تصل المياه إلى أهل بيت لحم سوى ساعتين في الأسبوع وهم ينظرون يومياً إلى المستوطنة المجاورة الغارقة في برك السباحة.
أعتقد أن الموضوع ليس اغتصاب أرض عزيزة فحسب، بل هو اغتصاب أي إمكانية للحياة في المنطقة بأسرها، أفلا نشعر نحن المحرومون من الماء بالسبب أم سنكتفي بصلاة الاستسقاء.

معلومات إضافية

العدد رقم:
163