متى تستفيد سورية من الطاقة الشمسية؟؟؟
يتوقف مستوى المعيشة في أي بلد على تأمين الطاقة بمختلف أشكالها للمواطنين، وعندما تسعى البلدان النامية إلى رفع مستواها الحضاري واستيعاب نموها السكاني فإنها ستحتاج إلى المزيد من الطاقة.
ويزداد الطلب العالمي على الطاقة نتيجة الاستهلاك المتزايد على الرغم من ازدياد معرفتنا بالتهديدات التي تواجه البيئة نتيجة لذلك. إذ ينتج عن استهلاك الطاقة الاحفورية والتي تضم (البترول والفحم الحجري والغاز...) ما يزيد على 25 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون CO2 في الجو كل عام. وازدياد نسبة هذا الغاز بالإضافة إلى غازات أخرى (CFC, H2O, CH4, O3, N2O) وهي عبارة عن أكاسيد الآزوت، والأوكسجين الثلاثي وغاز الميتان وفلور الكربون ممتزجة مع بخار الماء، يؤدي إلى ما تطلق عليه (أثر البيت الزجاجي) الذي يساهم في رفع درجة حرارة الكرة الأرضية مغيراً بذلك مناخها.
إن إصدارات الكربون (على شكل ثاني أكسيد الكربون) إلى الجو أصبحت في السنين الأخيرة في مقدمة اهتمام العالم، نظراً إلى أن كافة وسائل حماية البيئة يمكن أن تفقد جدواها مع تزايد ما يطرحه استهلاك الطاقة الاحفوري من إصدارات CO2.
بالإضافة إلى ما تقدم تعتبر المصادر الحالية للطاقة الاحفورية (الفحم، البترول، الغاز الطبيعي) متجهة نحو النضوب وينبغي أن نحافظ على المتوفر منها وأن نحد من الهدر في استهلاكها ونعيد النظر في مصادر الطاقة التي يمكن استخدامها والبحث عن البدائل لها من الطاقات المتجددة، وتأتي الطاقة الشمسية في طليعة هذه البدائل، فهي البديل المتجدد النظيف الآمن.
إن كلفة المشاريع التي تستخدم الطاقة الشمسية لم تعد مرتفعة كما كانت قبلاً، بسبب التطورات التي حدثت في الأعوام الأخيرة، بحيث انخفضت كلفة التأسيس، وبالتالي انخفضت كلفة واحدة الطاقة التي نحصل عليها من المصدر الشمسي.
وتعتبر الطاقة الشمسية من المصادر الواسعة الانتشار والتي يمكن أن تؤمن طاقة كافية للكثير من الاستخدامات (تدفئة وتأمين الماء الساخن الصحي لكافة الاستعمالات وتدفئة مياه المسابح والطبخ والتكييف وفي محطات توليد الطاقة...) وإن معدل الإشعاع الشمس في سورية 2000 KWH/M2 سنوياً. ويمكن الاستفادة من 50% من هذه القيمة بالأنظمة الشمسية الفعالة.
إننا بعيدون كل البعد عن الاستخدام الأمثل لهذا المصدر من الطاقة على الرغم من ضرورته الكبيرة وتمتعه بعدة مزايا منها:
1 ـ عدم الضرر بالبيئة.
2 ـ محدودية مصادر الطاقة التقليدية (الأحفورية) لدينا.
3ـ غنى بلدنا طبيعياً بهذه الطاقة نتيجة مناخها المرتبط بموقعها.
تعتبر القيمة العملية لمعدل الاستفادة من الطاقة الشمسية في سورية بحدود 1000 KWH/M2 سنوياً ألف كيلو واط ساعي سنوياً لكل /1/ متر مربع من اللاقط الشمسي.
وإذا قمنا بدراسة الجدوى الاقتصادية لهذه الأنظمة نجد:
أن ليتر المازوت يعطي 10 KWH وإذا اعتبرنا أن (مردود الاحتراق = 0.7) فإننا نحصل على توفير في حرق 130lit ليتر مازوت لكل /1/ متر مربع من اللاقط سنوياً، وإذا أخذنا سعر المازوت المستورد مع نفقات التخزين حوالي /50/ ل.س نجد أن هناك توفير 50 × 130 = 6500 ل.س وهذا يعني استعادة القيمة التأسيسية من الموفر الحاصل من الطاقة خلال سنتين أو ثلاث سنوات. وبالتأكيد تزداد اقتصادية الأنظمة الشمسية بشكل ملحوظ عندما تكون أجزاء النظام متوافقة مع بعض وتكون مساحة حقل اللواقط كبيرة.
إذا انتقلنا إلى الحساب على مستوى سورية حيث عدد السكان /20/ مليون. واعتبرنا أن كل شخص استفاد من /1/متر مربع لاقط شمسي هذا يعني تركيب مساحة 20 مليون متر مربع من اللواقط الشمسية تعطي سنوياً توفيراً في استهلاك مادة المازوت 20 × 130 = 3600 أي مليارين وستمائة مليون ليتر من المازوت بقيمة:
2.600.000.000 × 50 = 130.000.000.000 ل.س أي مائة وثلاثون مليار ليرة سورية.
ناهيك عن مشاكل الاستيراد والتخزين والأمن الاستراتيجي للطاقة في البلد.
علماً أن تصنيع 20 مليون متر مربع من اللواقط الشمسية وتجهيزاتها وتركيبها تؤدي إلى تنمية صناعية اقتصادية من حيث إنشاء معامل خاصة وتشغيل الكثير من الأيدي العاملة في التصنيع والتركيب.
أما من الناحية البيئية: فيكفي أن نعرف أن كل ليتر من المازوت يطلق حوالي 3 كغ من غاز CO2 ثاني أكسيد الكربون وهذا يعني أنه وفي كل عام يمكن تنقية الجو في سورية بمقدار:
2.600.000.00 × 3 = 7.800.000 طن من غاز CO2
ينبغي أن نسأل أنفسنا كيف يمكن أن نستفيد من هذا المصدر الفني بالطاقة النظيفة الذي لا ينضب.
■ حكمت تريكية