الشركة العامة للإطارات تواجه الانهيار
قبل عدة سنوات كانت الشركة العامة للإطارات شركة رابحة، وكانت تضم /1450/ عاملاً، إلا أنها كانت تلاقي صعوبات في تأمين المواد الأولية البالغ عددها أكثر من 100 مادة، وبما أن جميع هذه المواد مستوردة من الخارج، فقد كانت الشركة تعاني الأمرين في تأمين القطع الأجنبي، وفي إجراء المناقصات، وفي القيام بإجراءات الشحن والتخليص... الخ.
وقد رفع المدير العام للشركة وتنظيمها النقابي العديد من المذاكرات إلى الجهات الوصائية، وطالبت تلك المذكرات بحل هذه المشاكل، وحذرت من خطورتها على مستقبل الشركة، لكن دون جدوى، حيث لم تتجاوب أية جهة وصائية مع مطالب الشركة بإدارتها وعمالها ونقابتها، وذهبت المذكرات إلى الأدراج أو مزقت، ولم يتم أي تطوير أو تحديث في هذه الشركة التي تم استيراد آلياتها وخطوطها الإنتاجية وهي مستهلكة ومنسقة في البلد المنتج!!
لقد بدأت الاختناقات تصيب الشركة منذ بداية تأسيسها، وأخذت هذه الاختناقات بالتفاقم تدريجياً، دون أن تحرك الجهات الوصائية ساكناً، رغم أن العديد من المشاريع قد طرحت لتطوير الشركة، ولتجديد وتحديث خطوطها الإنتاجية، وقد جاءت آخر هذه المشاريع من الصين التي أبدت استعدادها لتقديم قرض بقيمة 70 مليون يورو لتحديث الخطوط الإنتاجية للشركة، و من ثم عُقدت لبحث هذا العرض جلسات عديدة، وزارت عدة وفود سورية الصين، وجاء خبراء صينيون إلى سورية، ودرس المعمل بكامله، ولم تتلق الصين في النهاية جواباً على عرضها. وقبل أسبوع أرسلت الصين رسالة للوزير المختص، وطلبت جواباً خلال أسبوع واحد للسؤال التالي: هل توافقون على العرض أو ترفضونه؟ إلا أن الصينيين لم يتلقوا جواباً من الشركة أو من الوزير!!
وبتاريخ 1/11/2008 قام عدد من المسؤولين النقابيين بجولة في صالة الإنتاج بالشركة، وتم تدوين الملاحظات التالية:
1ـ عدم وجود عمال لمراقبة العمليات الإنتاجية في قسم البثق الذي يعاني من تدني النوعية، وتراكم الراجع من البروفيلات، والذي تقدر كميته بأكثر من 50 طن، وقسم منه مفلكن على الكلندرات.
2ـ توضع هذه الكميات في الممرات المخصصة لسير الروافع وسيارات الإطفاء، وهذا يخالف قواعد الأمن الصناعي التي يتم تجاهلها تماماً في صالة الإنتاج.
3ـ ضرورة ترحيل الخلطات المفلكنة والبروفيلات من صالة الإنتاج، والتأكيد على بيعها.
4ـ أكد الفنيون في قسم الخلطة ضرورة تواجد أجهزة الفحص في قسم الخلطة، لتلافي هدر الجهد حين ظهور انحراف بمواصفات بعض الخلطات، ولسرعة إيقاف الإنتاج ومعالجة المسببات.
لقد بلغت خسارة الشركة خلال 3 سنوات 70 مليون ل.س، وهي تعاني من الخلل في كافة المفاصل الإدارية والإنتاجية، حيث لا تعمل فيها إلا آلة واحدة من أصل أربع آلات، ولا تستطيع أن تنفذ سوى 48 % من خطتها الإنتاجية، وأصبحت دون رأس مال، و انخفض عدد عمالها إلى 900 عامل فقط. ومع أن الشركة قد حصلت على قرض يبلغ 300 مليون ل.س فإن هذا المبلغ لن تكون له أية فائدة في حال استمر الوضع في الشركة على ما هو عليه.
ورغم كل ذلك فلا داعي لليأس، لأن هناك اجتماعات وورش عمل تنعقد يومياً مع الهيئات والمنظمات الدولية، وجميع تلك اللقاءات تؤكد على التطوير والتحديث، وعلى شركة الإطارات الصبر والانتظار إلى ما لا نهاية!!!