«تحت سقف الطموحات»!

تنفتح شهية المسؤولين التنفيذيين على جميع مستوياتهم، ما أن يحشروا في زاوية الارتفاعات غير المبررة للسلع، على الحديث عن الأسعار المقبولة للمواد في البلاد مقارنة مع دول الجوار، لكنهم هم أنفسهم في المقابل، يتجاهلون الأسعار المرتفعة لدينا مقارنة بهذه الدول، كارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السعودية مقارنة بسورية مثلاً، كما أنهم لا يقيمون الاعتبار لحجم إنتاج البلاد من هذه المواد والسلع التي تستوردها تلك الدول لمستهلكيها، والذي يفترض تراجع أسعارها، ولا يبحثون عن متوسط الرواتب لدينا مقارنة برواتبهم، متناسين أن الربط بين الأجور والأسعار، والذي يترتب عليه ارتفاع أوانخفاض القدرة الشرائية للسوريين، هومن يحدد المقبول من الأسعار من سواه..

 المقارنة المقبولة

لم يُرضِ ارتفاع سعر صحن البيض بأكثر من 130%، أوارتفاع سعر الفروج المنظف بنسبة 133% خلال العام 2012، بحسب أرقام وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، في كتابها الموجه إلى رئاسة إلى مجلس الوزراء، طموح مدير المؤسسة العامة للدواجن، والذي اعتبر أن أسعار البيض والفروج لا تزال مقبولة مقارنة مع دول الجوار، ولا تزال مشجعة على التهريب إلى دول الجوار بحسب قوله..

المقارنة مقبولة إذا ما تماثلت شروط الإنتاج أوحجم الاستيراد من هذه المواد بين الدول المبحوثة، إلا أن إسقاط الأسعار في دول الجوار على أنها حقيقة مطلقة، والاستناد إليها لتبرير ارتفاع الأسعار في البلاد هوالمشكلة الكبرى، لأنها تخنق السوريين في لقمة عيشهم مرتين..

 سقوط حجة ارتفاع الدولار

كان المربون يقولون دائماً بارتفاع أسعار الأعلاف، لأن الجزء الأكبر من أعلاف مداجنهم مستورد، بالتالي كانت تلك الأسعار الأكثر تأثراً بالتذبذب والانهيار المستمر لليرة السورية أمام الدولار، وهذا ما عبر عنه المربون في كل اجتماعات النشرة التأشيرية بهدف رفع أسعار الفروج والبيض، ونجحوا في ذلك فعلاً، ولكن، ما هي نسبة التراجع في الليرة السورية أمام الدولار خلال هذه الفترة التي وصل فيها ارتفاع اسعار البيض والفروج نسبة 130%؟!

إجمالي نسبة تأثير ارتفاع الدولار على أسعار البيض والفروج لن تتجاوز نسبة الـ 50%، إذا ما ارتبطت القضية بالدولار والأعلاف المستوردة، إلا أن سقوط هذا المبرر الذي طالما تحدث به المربون، يعني أن هناك ارتفاعاً غير مبرر في أسعار هاتين المادتين بنسبة تصل إلى 80%، خاصة وأن الأعلاف تشكل –حسب اعتراف المربين ومؤسسة الدواجن- ما يتراوح بين 80 - 85% من تكلفة إنتاج الفروج والبيض، أي أنه العنصر الحاسم في تحديد السعر النهائي لهاتين المادتين!.. فالأسعار ليست مقبولة، لأن ارتفاع تكاليف الإنتاج أقل من ارتفاع أسعار البيض والفروج في الأسواق، وهي ليست مقبولة، لأن متوسط دخل السوريين لم يطرأ عليه التحسن، بينما كان الارتفاع حليف أسعار كل المواد في الأسواق!!.. ولا يمكن أن تقاس بأسعار دول الجوار فقط.