العيد... ثلاثة أيام فقط بأكثر من أجر شهر كامل!

أجرت قاسيون مسحاً لأسعار ألبسة الأطفال، وبعض حلويات عيد الفطر المصنوعة منزلياً، للوقوف عند التكاليف الكبيرة لأبسط طقوس العيد، والتي ستُحرم منها الأسرة السورية ليس بفعل الأزمة وحسب، بل بفعل الغلاء المستشري. وشمل هذا المسح معلومات من أسواق مدينة دمشق، والتي تستعد لاستقبال العيد خلال الأسبوع القادم بأسعار قياسية. 

شمل مسح الألبسة 6 أسواق رئيسية في المدينة وهي: سوق الزاهرة، والحميدية، وسوق الجمعة في الشيخ محي الدين، وسوق الفحامة، واحدى محال الماركات الرخيصة نسبياً، بالإضافة إلى البسطات التي تفترش عدداً من أرصفة المدينة.

هذا وقد تبين أن أعلى تكلفة لمجموع كسوة ثلاث أطفال بثلاثة قطع أساسية (كنزة أو قميص- بنطلون-حذاء) في العائلة بأعمار متباينة بثلاثة مستويات (طفل صغير ب.ب- عمر 6 سنوات - عمر 12 سنة)، هو أحد محال   (الماركات)، الرخيصة نسبياً، وتبلغ ما مجموعه 34 ألف ليرة تقريباً وذلك على النحو التالي:

 9500 ل.س لعمر ب.ب، و11000 لأطفال بعمر 6، وحوالي 13000 للأطفال بعمر 12 سنة. 

-بينما جاءت أقل تكلفة وهي من البسطات طبعاً لتبلغ 5000 ليرة سورية تقريباً على الشكل التالي:

1200 ل.س لعمر ب.ب في البسطات، و1800 لأطفال بعمر 6، وحوالي 2100 للأطفال بعمر 12 سنة، وهي ألبسة تجارية رديئة الصنع بعضها قد يهترئ خلال أسبوع واحد.

أما بالنسبة للحلويات فقد شهدت أسعارها ارتفاعات ملحوظة، حيث تراوحت تكلفة كيلو واحد من (الكليشة: أي الكعك المدور من دون أي حشوة)، وهو المصنوع منزلياً، بين 260 إلى 500 ل.س، أما المعمول بالعجوة فيكلف 300 ل.س للكيلو الواحد، بينما بلغت تكلفة كيلو (المعمول بالجوز) حوالي 1000 ليرة سورية. 

وفي حال افترضنا أن العائلة الواحدة ستكتفي بـ 5 كيلو من هذه الحلويات في العيد، ووزعناها على الشكل التالي:

2 كيلو  معمول بعجوة، و 2 كيلو كعك دون حشوة  (وسطي 300 ليرة للكيلو)، و 1 كيلو معمول بالجوز فإن التكلفة الكلية ستبلغ: 2200 ل.س. طبعاً ومن المعروف أن أسعار  هذه المواد تتباين حسب جودة الزيت والسمنة والطحين. 

بالنسبة لأسعار الموالح فقد بينت أسعار الأسواق ارتفاعات شديدة حيث تراوح سعر كيلو الموالح المشكلة بين 3000 إلى 5000 ليرة للكيلو، وفي حال اكتفت العائلة بـ 2 كيلو موالح، فستحتاج إلى 8000 ليرة وسطياً خلال أيام العيد لتغطية هذه الحاجة. 

إن المجموع الكلي لحاجات العائلة الأساسية التي شملت كسوة العيد للأطفال فقط، وبعضاً من مأكولاتها التقليدية (ضيافة العيد)، أوصلت حجم النفقات التي ستحتاجها الأسرة إلى حوالي 27 ألف ليرة بالحد الأدنى في أيام العيد الثلاثة، وذلك إذا اعتمدنا وسطي أسعار  الأسواق الدمشقية، لأبسط استعداد لهذا العيد، وهو ما يزيد عن وسطي أجر شهر كامل والبالغ (24) ألف ليرة، وذلك بعد أن أسقطنا تكاليف النقل، وباقي الغذاء وحتى تكاليف كسوة الأب والأم في الأسرة الواحدة!