القمح في 2015 مساحات خارج السيطرة.. ذروة تسليم في حماة.. تشاؤم في الحسكة.. ووعود بمليارات العوائد.. للشركات الضامنة!

القمح في 2015 مساحات خارج السيطرة.. ذروة تسليم في حماة.. تشاؤم في الحسكة.. ووعود بمليارات العوائد.. للشركات الضامنة!

لا يجد موسم حصاد القمح متسعاً من المساحة الإعلامية في ظروف الحرب، بعد أن كانت أشهر آيار وحزيران تضعه على قائمة أحداث السوريين في الظروف الطبيعية!.. يحصد السوريون اليوم قمحهم في أجواء من عدم اليقين باحتمالات التسويق، تحديداً في المناطق الخارجة عن السيطرة، بينما تتحول طرق وصول قمح المزارعين إلى مراكز استلامه الحكومية إلى محط أنظار الجميع: المزارعون، الحكومة، وكبار السماسرة..

 

توقعت منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو، عودة إنتاج القمح في سورية في العام الحالي إلى 3 مليون طن، وحوالي 1,2 مليون طن من الشعير، حيث يدعم موسم الأمطار زيادة الإنتاج، مقابل التراجع في المساحات التي لا يمتلك أحد الرقم الدقيق حولها، بسبب انقطاع المعلومات والتواصل في كثير من المناطق.


45% من المساحات خارج السيطرة

فالبلاد التي تزرع قرابة 1,6 مليون هكتار بالقمح، كانت نسبة 45% منها تقريباً، تزرع في مناطق الرقة، وريف حلب، ريف دير الزور، وإدلب، ودرعا، وهي مناطق زراعة القمح الكبرى الخارجة عن السيطرة، بينما يتركز باقي الإنتاج في الحسكة التي تشغل وحدها 43% من مساحات زراعة القمح، ليتبقى حوالي 22% تشغلها حماة والغاب، ثم حمص، فالسويداء، تليها طرطوس، ثم ريف دمشق، فالقنيطرة واللاذقية أخيراً.
أي أن كلّاً من الحسكة وحماة هي المناطق عالية الإنتاج، والتي تعتبر غالبية أراضيها ضمن السيطرة، وقابلة للوصول إلى مراكز الاستلام.
يتوقع أن يصل إنتاج الحسكة في هذا العام إلى 755 ألف طن، بينما يتوقع أن يتم تسليم كميات تقريبية 450 ألف طن فقط بحسب المؤسسة العامة للحبوب، أي بنسبة 60%، أما إنتاج الغاب فيتوقع أن يصل إلى 90 ألف طن، وهو الذي يضم أكثر  من 61% من مساحات زراعة القمح الإجمالية في حماة.
أما اليوم وبعد مرور قرابة عشرين يوم على بداية موسم الحصاد في المناطق المتباينة، بدأت مؤشرات من عمليات التسليم تظهر، حيث بلغت كميات القمح الإجمالية المسلمة حتى تاريخ 11-6-2015 مقدار 64132 طن من مادة القمح، وحوالي 11318 طن من مادة الشعير، وهي كميات قليلة بالقياس إلى كمية القمح المتوقع إنتاجها.


حماة ذروة التسليم والحرائق!

ذروة تسليم القمح في حماة والتي بلغت حتى تاريخ 11-6-2015 مقدار: 43329  طن من القمح، في تسارع كبير لكميات الاستلام، حيث كان وزير الزراعة قد صرح عن تسليم 13 ألف طن في حماة بتاريخ 6-6-2015، أي سُلم حوالي 30 ألف طن إضافية في ظرف خمسة أيام، ما يعطي مؤشرات إيجابية عن مستوى التسليم في المحافظة على الرغم من وجود مؤشرات سلبية حول منافسة التجار الكبيرة لتسليم المحصول في المنطقة.
كانت قاسيون قد حصلت على معلومات من مزارعي الغاب،  تؤكد أن التجار ينافسون السعر الحكومي، بوضع أسعار مرتفعة حتى في المناطق الآمنة، كالسقيلبية على سبيل المثال، حيث وصل سعر كغ القمح الذي يعرضه التجار إلى 100 ل.س للكغ، وصولاً إلى 125 ل.س للكغ حسب نوع القمح ومواصفاته، بينما السعر الحكومي 61 ل.س للكغ!.
الملفت أن القمح يسوق في حماة في عشرة مراكز، ويتم التسليم حتى في مراكز تعتبر مناطق ساخنة أو خارجة عن السيطرة، كصوامع قلعة المضيق، التي سلمت حتى تاريخ 11-6-2015 مقدار: 9657 طن من القمح، وذلك بحسب معلومات لقاسيون من المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب.
يسجل في حماة أيضاً عدم لجوء الجهات الحكومية، إلى تخزين القمح، بل شحنه سريعاً وتحديداً في (المراكز الساخنة) حيث يشحن القمح يومياً، وفي المناطق الآمنة نسبياً يشحن كل يومين تقريباً.
تشهد غلة القمح في منطقة الغاب هذا العام معدلاً جيداً، بحسب معلومات المزارعين، حيث تسجل 350 كغ في الدونم، وأعلى مستوى للغلة الوسطية وصلته سورية خلال عقد مضى كان في عام 2006 بمعدل 293 كغ في الدونم بوسطي المروي والبعلي، و442 كغ في الدونم المروي، بحسب أرقام الإحصائيات الزراعية.
شهد الأسبوع الماضي حرائق للقمح في حماة، فالتهم حريقان غير واضحي الأسباب مساحات تصل إلى 350 دونم في السقيلبية والقرى المجاورة لها، تم إطفاؤها من خلال حراثة الأراضي المحاوطة للحريق (بجرارات وتركسات) المزارعين، بينما سيارتي الإطفاء التابعتين للحراج، التي تعمل واحدة منهم فقط، فقد وصلت في الحريق الأول بعد إطفائه، وساهمت في إطفاء الحريق الثاني!..


الحسكة مؤشرات لا تدعو للتفَائل..!

الحسكة التي زرعت القمح بمساحات وصلت 690 ألف هكتار في عام 2012، لم تسلم حتى تاريخ 11-6-2015، إلا مقدار أقل من 20 ألف طن، بينما تصريحات المؤسسة في العام الماضي وبتاريخ:  12-6-2014 أعلنت عن استلام 78 ألف طن في مثل هذا الوقت، ما يشير إلى وجود عوامل تعيق عملية التسليم، وهي كثيرة تأتي في مقدمتها توتر متصاعد في الظروف الأمنية في المحافظة مترافق مع موسم الحصاد، ولكن يضاف إلى هذا، اقتصار مراكز التسليم على خمسة مراكز اثنان منها للشعير، وثلاثة للقمح فقط، ما يعيق التسليم من المناطق البعيدة كالمالكية، كما تشير مؤسسة الحبوب إلى أن أحد الأسباب هو تأخر عمليات الحصاد بسبب موسم الأمطار الجيد في هذا العام.

 

45% خارج السيطرة

تبلغ نسبة مساحة الأراضي التي تزرع بالقمح عادة والواقعة في المناطق غير الآمنة في الرقة، دير الزور، ريف حلب، إدلب، درعا: 45% من إجمالي مساحات زراعة القمح الوسطية المعتادة، والبالغة: 1,6 مليون هكتار.

4% قمح الحسكة

سلم حتى تاريخ 11-6-2015 أقل من 20 ألف طن قمح في الحسكة، بتراجع بمقدار 58 ألف طن عن الكميات المسلمة في الفترة ذاتها من العام الماضي. والكميات المسلمة حالياً لا تتعدى 4% من الكميات المتوقع تسليمها البالغة 450 ألف طن، في المحافظة التي تزرع أكثر من 43% من مساحات القمح عادة!.

67% قمح حماة
تم تسليم 64132 طن قمح إجمالي حتى تاريخ 11-6-2015، نسبة 67% منها في حماة بإجمالي: 43329  طن، وتشهد معدلات تسليم متسارعة حيث تضاعفت الكميات المسلمة 3 مرات خلال خمسة أيام.

5% شعير الحسكة
يتوقع أن تنتج الحسكة 611 ألف طن من الشعير، وتتوقع الحكومة أن تستلم منها 200 ألف طن، وتم استلام أقل من 11 ألف طن حتى الآن، أي نسبة 5% فقط. ومع هذا تضع الحكومة نسباً لاستلام الشعير في محافظة الحسكة أي أنها لن تستلم كامل المحصول، بعد أن قامت باستيراد 100 ألف طن في بداية 2015.

 

 
آخر تعديل على الثلاثاء, 16 حزيران/يونيو 2015 17:36