الصناعات الخفيفة: إصرار على الإنتاج.. رغم الإهمال والظروف الأمنية!
كانت التقارير الاقتصادية لمؤتمرات نقابات العمال المختلفة في الأعوام الماضية أحد أهم التقارير التي تعرض واقع القطاعات الإنتاجية في القطاع العام والتي تسمح للطبقة العالمة والمدافعين عن القطاع العام برصد واقع هام لا بد منه من أجل الدفاع عن لقمة عيش العمال وحقوقهم من جهة والدفاع عن دور الدولة الاقتصادي عبر الاستناد لمعطيات هامة ينشرها المنتجون الفعليون للثروة في الاقتصاد السوري.
المتابع للتقارير الاقتصادية ف مؤتمرات نقابات العمال المختلفة هذا العام والتي تتحدث عن عام 2014، يصطدم بعقبة رئيسية وهي أن تلك التقارير تقتصر على نشر جزء ضئيل من المعلومات، بحيث لا يمكن الاعتماد بشكل كبير على أرقامها في تشكيل صورة واضحة عن واقع القطاع العام. وسنركز في هذه التغطية على تقرير نقابة عمال الصناعات الخفيفة الذي يعرض واقع الإنتاج في 4 شركات وهي الشركة العامة لصناعة الأحذية، والشركة العامة للدباغة، الشركة العامة للصناعات التحويلية، الشركة الأهلية للمنتجات المطاطية.
صناعة الأحذية: 90% زيادة بين عامين ومرواحة في التنفيذ!
يبين الجدول التالي نسب التنفيذ والإنتاج والبيع في الشركة العامة لصناعة الأحذية بين عامين هما 2012-2014، والتي تشمل كامل معامل الشركة في كل من درعا والسويداء والنبك ومصياف والإدارة العامة:
وفقاً للجدول السابق فقد زادت قيمة الإنتاج بين عامين بمعدل 90%، كما زادت قيمة الإنتاج المباع بمعدل 85%، لكن هذه الزيادة الكمية التي تعود إلى تحسن ظروف الإنتاج من الناحية الأمنية بعد بلوغه أسوأ حالاته في عام 2012 لا تعد زيادة نوعية فنسب الإنتاج المنفذ لم تتغير جدياً خلال العامين حيث رواحت عند 66% ونسب البيع عند حدود الـ 70%، ورغم أن هذه النسب تعد مقبولة في ظروف الأزمة وتشير إلى إصرار على الإنتاج، إلا أنه من المستغرب أن تحافظ نسب الإنجاز على حالها رغم تحسن الظروف وهو ما ترده النقابة إلى ارتفاع التكاليف ونقص اليد العاملة صغيرة السن والخبيرة وقدم الآلات ناهيك عن الظروف الأمنية التي تعيق وصول المواد الأولية.
(الدباغة): تنفيذ شبه كامل وتراجع عما سبق!
يبين الجدول التالي نسبة الإنتاج والمبيع والتنفيذ في إنتاج الستر الجلدية أحد إنتاجات الشركة العامة للدباغة خلال عامين:
لقد تراجعت قيمة الإنتاج المنفذ في الستر الجلدية بين عامين بمعدل 15%، ورغم تنفيذ الشركة لكامل خطتها بالنسبة للستر الجلدية، وهذا يحسب لها إيجاباً، إلا أن نسب التنفيذ هذه تراجعت عن نسب التنفيذ قبل عامين والتي بلغت ذراً هامة. وهو ما تفسره النقابة بالعديد من الأسباب أبرزها هو إهمال الشركات الوصائية للشركة ومعاملتها على أساس أنها جسم ميت لا جدوى منه، وضعف السيولة المادية. ومن الجدير ذكره أن الشركة تعتمد في إنتاجها على دباغة الجلود وخياطة الستر الجدلية، كما أن الشركة تنتج جلد (البوكس) البقري أيضاً، وقد بلغت إجمالي مبيعات 2014 حوالي 92 مليون ليرة سورية، بينما في عام 2012 كانت 78 مليون ليرة بنمو بلغ 18% قبل عامين.
(التحويلية): 22% نسبة التنفيذ فقط!
يبين الجدول التالي نسب الإنتاج والتنفيذ في الشركة العامة للصناعات التحويلية التي تشمل إنتاج المحارم الورقية ومحارم الجيب وورق التواليت والمناشف النسائية وفوط الأطفال:
رغم زيادة قيمة الإنتاج المفنذ في عام 2014 بمعدل 120% عن 2012 إلا أن نسب التنفيذ والإنجاز متدنية جداً عند 22% فقط، وهو ما رأت النقابة أبرز أسبابه بارتفاع قيمة المحروقات وتسرب العمالة
(المنتجات المطاطية): ارتفاع نسب التنفيذ إلى 82%
رغم خروج معملين من معامل الشركة من الإنتاج بسبب الأعمال الإرهابية والصراع العسكري، فإن الإنتاج مستمر في معامل أخرى حيث يتم إنتاج الرقائق الزراعية والأحذية الرياضية وأكياس النايلون، ويبين الجدول التالي نسب الإنجاز:
لقد نمت قيمة إنتاج الشركة بين العامين المذكورين بمعدل 99%، وهو نمو كبير، كما أن نسب التنفيذ تحسنت بشكل هام من 55% إلى 82% وهذا مؤشر جدي على التقدم رغم الظروف، ومع ذلك فتعزو النقابة عدم تنفيذ كامل خطة الشركة إلى عدة عوامل أبرزها ارتفاع أسعار المازوت وسعر النقل والمواد الأولية ونهب وتخريب المستودعات وصعوبة نقل البضائع نظراً للظروف الأمنية.
يستمر القطاع العام الصناعي رغم الظروف الصعبة من تهميش وسياسات حكومية تؤدي إلى رفع تكاليف إنتاجه وظروف أمنية تعيق تطوره، وسيحسب له رغم كل ذلك الاستمرار بالإنتاج.