الإغاثة.. لا تستحق 5% من نفقات الموازنة؟!
مجمل مخصصات المؤسسات الأممية للمتضررين من الأزمة السورية في الداخل والخارج، بلغ 352 مليون دولار في عام 2014، أي ما يعادل 70 مليار ل.س يشكل نسبة 4,5% من نفقات الموازنة السورية. أي أنه لا يشكل مبلغاً هاماً بالقياس إلى مهمة إغاثة أكثر من 9,5 إلى 10 مليون سوري. أي نصف السوريين تقريبا! متروكة للجهات الدولية.
تأمين الغذاء
تنفق الأمم المتحدة على الأسرة السورية في الخارج 4 قسائم غذائية، قيمتها الوسطية شهرياً 136 دولار، أي حوالي 27200 ل.س، بينما لا يزال تأمين الغذاء الضروري لأسرة في داخل سورية بكامل السعرات الحرارية الضرورية يتطلب 30 ألف ل.س. أما سلة غذائية بنصف السعرات الحرارية الضرورية، فتكلفتها 10 آلاف.س، بأسعار السوق النهائية، أي أن تأمين الغذاء للأسر السورية داخل سورية أقل تكلفة!. فلماذا لا تكون الحكومة السورية مساهماً رئيسياً مع الأمم المتحدة في غذاء السوريين اللاجئين، في الداخل والخارج.
الإيواء وغيره
تعلن الأمم المتحدة أن نفقات الإيواء للاجئين في الداخل طالبي الإيواء 23 مليون $ أي لا يتعدى 4,6 مليار ل.س، وهو رقم يوضح أن إمكانيات إعادة لاجئي المخيمات وكل راغب بالعودة، لا يتطلب نفقات إيواء مرتفعة. أما نفقات المستلزمات المنزلية الرئيسية التي توزعها الامم المتحدة 116 مليون $، والتعليم2 مليون $، أي أن المجموع في عام 2014 لمستلزمات رئيسية غير غذائية يبلغ: 141 مليون دولار، أي لا يتعدى 28,2 مليار ل.س، وهي خمس النفقات المخصصة للإدارة المحلية، وتعادل تقريباً قيمة المنشآت السياحية المفتتحة حديثاً بقيمة 100 مليون دولار في عام2014.
فلماذا لا تضع الحكومة مخصصات بأقل من خمس الموازنة السورية لتحمل مسؤولية إغاثة أكثر من نصف السوريين؟
الموازنة بلا إغاثة
نفقات الموازنة السورية خلال الحرب، لا يرد فيها أي بند مستقل بمسائل الإغاثة ودعم المهجرين، فالأزمة لم تضع على خارطة النفقات الحكومة معطى جديداً، إلا مبلغ 50 مليار مخصص لإعادة الإعمار، وزع جزء منه على بعض من خسروا ممتلكاتهم، كتعويض رمزي بسيط. فلا نفقات الإدارة المحلية، أو وزارة الشؤون الاجتماعية، أو صندوق المعونة الاجتماعية- وهي الجهات المرتبطة بمسألة الإغاثة- قد طرأت عليها مبالغ إضافية خلال عامي 2013-2014، بما يناسب التصدي لمهمة إغاثة 6,5 مليون لاجئ داخل البلاد على الأقل!. أما من هم خارجها، هم خارج الاعتبارات الحكومية نهائياً، ولا ينالون من الذكر إلا تقارير إعلامية تسعى لتؤكد أنهم (يحبون وطنهم أكثر من أوطان اللجوء)، في واحدة من المفارقات المضحكة المبكية للإعلام الرسمي وأشباهه وما أكثرها..!