محروقات: مازوت الشتاء سيصل الأحياء الضيقة .. وبدء التسجيل تأخر بسبب (أولويات)
أعلنت مديرية محروقات دمشق عن فتح باب التسجيل على مادة المازوت لزوم فصل الشتاء للمواطنين منذ السابع من أيلول الحالي، في حين كان من المقرر أن يتم البدء به شهر آب الماضي، وذلك استناداً لما كانت قد أعلنته المديرية ذاتها في شباط، بعد أن اشتكى الكثير من المواطنين من آليات التوزيع المعتمدة والتأخير في تأمين المادة، فضلاً عن عدم استلام الكثير من المواطنين لمخصصاتهم بسبب قلة المادة من ناحية، والفساد في عملية التوزيع من ناحية ثانية..
التأخير في بدء عملية التسجيل على مازوت الشتاء لم ينكره مدير محروقات دمشق سيباي عزيز، الذي قال إن (التسجيل على المازوت بدأ اعتبارا من 7 أيلول في ثلاثة مراكز، هي برزة ودمر والميدان، وسيتم افتتاح مراكز أخرى لتخفيف الضغط بعد أسبوع في كفرسوسة وباب توما والمزة).
وبرر التأخير بقوله (لدينا أولويات في التعاطي مع تأمين مدة المازوت فهناك جهات مهمة لا نستطيع قطع المادة عنها مثل المشافي والمخابز وباصات النقل، وهذا ما سبب التأخير، على أن تتم عملية التوزيع بعد حوالي 15 يوماً)، داعياً المواطنين لتقديم شكاوى جراء عدم استلامهم مخصصاتهم من المازوت الشتاء الفائت.
وبالعودة للعام الماضي، كانت محروقات دمشق أمضت موسم الشتاء بالحديث عن افتتاح مراكز جديدة للتسجيل على المازوت، لتفادي الضغط الحاصل على مراكزها الثلاثة، وما يؤدي ذلك بدوره إلى تأخير في عملية التسجيل، جراء وقت الانتظار الطويل الذي يقضيه المواطن حتى يحين دوره للتسجيل ومن ثم الحصول على المادة.
مشاكل موضوعية!
وعن مشاكل انقطاع الشبكة والسمسرة في المراكز، والتي تعترض عملية تسجيل طلبات الحصول على المازوت، بين عزيز أن (انقطاع الشبكة أمر مفروض علينا نتيجة الأوضاع الراهنة، وتوقفها أمر مؤقت وهذه الأمور خارجة عن إرادتنا ولا نستطيع التحكم بها)، متابعاً أن عملية التسجيل مفتوحة وأي شكوى تصل نقوم بمتابعتها كوننا لا نستطيع مكافحة الفساد دون شكاوى.
ونوه عزيز إلى أسباب من جهة المواطنين أدت لعدم استلامهم مخصصاتهم، قائلاً (إن بعض المواطنين امتنعوا عن استلام المازوت لانعدام قدرتهم على دفع ثمن الكمية المحددة بـ400 ليتر أو لعدم تواجدهم في منازلهم يوم التوزيع، أيضاً لعدم امتلاك البعض مساحات تخزينية كافية لتلك المخصصات).
بوادر أزمة وشائعات مقلقة
وتأتي تصريحات مدير محروقات دمشق، في وقت بدأت فيه ملامح أزمة خانقة تلوح بالأفق، دل عليها ازدحام الطرقات بالمشاة، والضغط الكبير على باصات النقل الداخلي نظراً لقلة السرافيس العاملة على الخطوط المخدمة لمدينة دمشق، فضلاً عن طلب أصحاب السرافيس مبالغ أعلى من تعرفة الركوب المعتادة، متذرعين بصعوبة الحصول على الوقود بالسعر الرسمي، وعدم وجوده معظم الأوقات في الكازيات.
وفي سياق متصل، بدأ المواطنون يعبرون عن قلقهم من موسم الشتاء القادم، بسبب ما هو ظاهر من شح بالمادة، فضلاً عن كثرة الشائعات حول ارتفاع سعرها المرتقب.
وحول هذا أوضح مدير محروقات دمشق، أن (كميات المازوت المخصصة لمحطات الوقود قليلة نسبياً نتيجة الأوضاع الراهنة)، وقال (يخصص لدمشق 600 ألف ليتر يومياً من المازوت، توزع على قطاعات الدولة حسب الأولوية، ومن ضمن هذه الكميات مخصصات المواطنين ومحطات الوقود، ولهذا تعتبر هذه الكميات قليلة نسبياً).
صهاريج صغيرة للأحياء الضيقة
أما فيما يتعلق بسعر توزيع مازوت الشتاء، بين مدير محروقات دمشق «من يستلم المادة الآن سيدفع السعر الحالي ومن سيشتري في وقت لاحق سيدفع السعر الذي سيكون في ذلك الوقت»، لافتاً إلى أن الاقبال الشديد للحصول على مادة المازوت من قبل المواطنين مؤخراً نجم عن شائعات «ارتفاع أسعار المادة قريباً»، رافضاً تأكيد أو نفي هذه الشائعات التي تشير إلى نية رفع سعر ليتر المازوت إلى 85 ليرة.
وعما تداولته وسائل الإعلام من تأمين صهاريج لتوزيع المازوت على المواطنين بموجب 20 ليتر لكل فرد، نوه عزيز إلى اللغط في فهم الآلية، وشرحها بأن «محافظة دمشق ستسير 100 صهريج ضمن دمشق لتوزيع المازوت على المواطنين بمقدار 20 ليتر يومياً».
وتابع «هذا القرار مخصص لبعض الأحياء التي لايمكن دخول آليات التوزيع إليها، ليتم التوزيع بإشراف لجنة الحي والمختار وفرقة الحي عن طريق «البيدونات» ولخدمة المواطنين غير القادرين على شراء الكمية المخصصة لهم فصل الشتاء والمحددة بـ200 ليتر كدفعة أولى، على أن يتم البدء بهذه الآلية اعتباراً من شهر تشرين الثاني القادم».
مخالفات في العلن
وأكد مدير محروقات دمشق وجود بعض التجاوزات والتلاعب والمتاجرة بمادة المازوت في بعض محطات الوقود، مبيناً أنه «تم تنظيم 70 ضبط مخالفة بهذا الصدد في محطتي وقود دمر ونهر عيشة الحكوميتين بدمشق خلال الشهر المنصرم».
ومن جانبه، صرح عضو اللجنة الاقتصادية بمحافظة دمشق معتز السواح أن «محافظة دمشق بدأت بإعداد جداول مبدئية لتوزيع مادة المازوت ضمن عبوات بلاستيكية (بيدونات)، بحيث تغطي كل مناطق وأحياء محافظة دمشق، وتوزيع مادة المازوت بشكل مباشر عن طريق الصهاريج وبإشراف أعضاء مجلس محافظة دمشق ولجان الأحياء، وذلك تنفيذاً لقرار المحافظة بمنع بيع مادة المازوت بالعبوات البلاستيكية الصادر أواخر الشهر الماضي».
وأضاف أنه «سيتم إرسال حوالي 5-6 سيارات يومياً لكل حي، ابتداء من الأسبوع القادم لتلبية حاجة جميع المواطنين وبسعر 60 ليرة لليتر الواحد، علماً أن ليتر المازوت يُباع بمحطات الوقود الخاصة بـ 140 ليرة وخاصة أن هذه المحطات تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين لتأمين احتياجاتهم في هذه الفترة من السنة، تجنباً لنقص المادة في بيوتهم».