الكهرباء تنافس باقي الأزمات وتحتل الصدارة في الأسبوع الماضي

الكهرباء تنافس باقي الأزمات وتحتل الصدارة في الأسبوع الماضي

 

يوثق الإعلام الهجومات المتكررة على قطاع الكهرباء ، وتوثق الدولة ووزارة الكهرباء خسائر وأضرار وصلت إلى تسعة مليارات حتى الشهر الثامن من عام 2012.

وتوثق يوميات السوريين واقعاً يزداد قساوة يوماً بعد يوم، وتزداد معه الخطورة الكامنة وراء تدهور القطاعات الرئيسية وما يحمله من آثار اجتماعية وسياسية عميقة..

عادت الكهرباء لتتصدر أزمات المواطن السوري مسجلة أرقاماً قياسية في الانقطاع ولتشمل المحافظات السورية وأريافها كافة،

تستمر الانقطاعات لأيام متواصلة في بعض المناطق، وتزيد ساعات التقنين وتزداد عشوائيتها. فترى بعض المناطق النور لساعات معدودة لا تتجاوز الخمس ساعات خلال النهار ويتباين التقنين بين حارات وشوارع الحي الواحد، وبين الحي والحي المجاور..

وتتتوارد الأخبار عن ضرب محطات تحويل، وعن أعطال في الشبكة، وعن إصلاحات قريبة، وعن تقنين قاس متبع، ويتبادل المواطنون السوريون الإشاعات والمعلومات غير المؤكدة، بينما تبقى الوزارة ومسؤولو مؤسساتها قليلة الظهور تاركة للمواطن التنبؤ والانتظار والكثير من الشتائم ليكيلها على من يشاء..

ولكن الواقع الحالي يقول بأن دور الحكومة في هذه المرحلة مهما بذلت من الجهود!! لن يجعل قطاع الكهرباء في مكان أفضل بكثير من الواقع الحالي فالكثير من الجهد المضني الذي يبذله مخربو جهاز الدولة بشكل واع يعيق وإلى حدِّ كبير وجود حلول آنية اقتصادية لواقع الكهرباء.

الأضرار والاستهداف المنظم

ذكر تقرير أصدرته وزارة الكهرباء الأضرار التي طالت قطاع الكهرباء المباشرة منها وغير المباشرة وتشير هذه المعلومات ان إنتاج الكهرباء في سورية أصبح محاصراً بالأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد، بحيث تضيق الحلول الاقتصادية التي قد تنفع.

الأضرارالمادية المباشرة:

• توليد الكهرباء ونقلها: الكهرباء التي تعتمد بداية في توليدها بشكل رئيسي على الوقود الأحفوري الفيول والمازوت تأثرت كثيراً بانقطاع هذه المواد الناجم عن العقوبات الاقتصادية وعدم توفر الكميات بالمستوى والتواتر المطلوب.

• يضاف إلى ذلك صعوبة نقل هذه المواد إلى بعض المناطق في حال توفرها، وتحديداً ان نقل الفيول يتم عن طريق السكك الحديدية التي كانت أولى القطاعات المستهدفة والتي توقفت  أغلب خطوطها حتى اليوم.

• الغاز الطبيعي الذي توسع الاعتماد عليه في إنتاج الكهرباء خلال السنوات الماضية، أصبحت خطوط نقله إلى محطات التوليد عرضة لعمليات التخريب المنظم. يضاف إلى ذلك أن معمل إنتاج الغاز في منطقة دير الزور هو اليوم في منطقة خارجة عن السيطرة وإنتاجه مهدد بشكل دائم.

• أما في حال وصول الوقود وعمل المحطات فإنها نفسها لم تسلم من الاعتداءات التي طالت محطات توليد وتحويل الكهرباء وخطوط التوزيع، ومراكز التحويل المغذية للمنازل. حيث يذكر التقرير تدمير وإتلاف مئات الكيلومترات من نواقل وكابلات نقل القدرة ومحولات الاستطاعة والتوزيع وأبنية المحطات ومراكز التحويل، ما تسبب في انخفاض مستوى الوثوقية وقطع التغذية عن جميع المناطق لفترات طويلة

• يوثق التقرير حالات متعددة من الاعتداء على العاملين في قطاع الكهرباء، إذ جرت مهاجمة العاملين في مقرات عملهم الإدارية وفي محطات التحويل والتوليد وفي الطرق المؤدية إلى مواقع العمل. وقد بلغ عدد شهداء الكهرباء 53 شهيداً وعدد الجرحى والمخطوفين أكثر من /83/ عاملاً. 
• قيمة الأضرار التي لحقت بالمؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء بلغت /9090128 / ألفاً ليرة. وبالمؤسسة العامة للنقل /412723/ ألفاً ليرة، وبالمؤسسة العامة للتوليد /28530/ ألفاً ليرة،  وبالمركز الوطني لبحوث الطاقة /2150/ ألفاً ليرة.  أي ما مجموعه /9,533,531/ ملياراً ليرة منذ بداية الأحداث.

الأضرار غير المباشرة

يذكر التقرير تقديرات للأضرار غير المباشرة الناجمة عن توقف عمليات توسيع المحطات التي كانت تعتمد على عقود مع بنك الاستثمار الأوروبي، والذي كان في مقدمة المقرضين المنسحبين من السوق السورية والملتزمين بالعقوبات.

• تأخر تنفيذ بعض مشاريع محطات التوليد بسبب عدم تنفيذ اتفاقيات التمويل، كمشروع توسيع محطة توليد دير علي ذات الدارة المركبة باستطاعة /750/ ميغاواط، حيث كانت حصة التمويل من بنك الاستثمار الأوروبي /200/ مليون يورو.

• مشروع محطة توليد دير الزور باستطاعة /750/ ميغاواط بحصة تمويل للبنك نفسه /200/ مليون يورو، وقد تسبب ذلك بأعباء مالية على الاقتصاد السوري بسبب عدم لحظ هذا التمويل من مصادر محلية في الخطط السنوية.

• قدر قطع الكهرباء بمقدار 25 مليون كيلو واط ساعي يومياً، بكلفة 5 ل.س للكيلو أي ما مجموعه /2543/ مليون ك.و.س لغاية منتصف الشهر الثالث من عام 2012 فقط. والتي  تبلغ قيمتها الاقتصادية نحو /127/ مليار ليرة.

إذاً استهداف قطاع الكهرباء هو استهداف واضح لجميع جوانب القطاع حيث تتشابك الأضرار لتحيط بكل طرق بقاء القطاع واستمراريته، حيث ان قدرة الدولة على سد احد الجوانب كتوفير الوقود على سبيل المثال يعيقها ضرب الشبكة أو محطة توليد رئيسية، أو محطة تحويل .. ويظهر تفاعل هذه الاستهدافات اليوم ليوصل القطاع إلى حالته اليوم حيث تعم الظلمة أغلب المدن السورية.