هل ستطال الاختناقات القمح والدقيق والخبز..؟!!
خلال بحثنا واستطلاعنا للأزمات والاختناقات الراهنة، وجدنا نقاط تقاطع في القطاعات المأزومة، مثل المازوت والغاز والكهرباء، وهي كونها جميعاً قطاعات دولة بامتياز.. أي الدولة اللاعب الأساسي في إنتاجها وتوزيعها..
واستنتجنا سابقاً ونكرر، أن الإنتاج غير مأزوم حالياً في هذه القطاعات ولكن الإنتاج يفتقر إلى عقلية استراتيجية تسمح له بمواجهة الأزمات، بينما لحلقة التوزيع الحصة الأكبر في الأزمات الحالية، حيث تشهد هذه القطاعات تزايداً كبيراً لدور القطاع الخاص في التوزيع (باستثناء الكهرباء)، ودور محدود نسبياً للتوزيع الرسمي المباشر، مقابل دور واضح لمشاركة قوى الفساد في دعم القطاع الخاص، نظراً لسهولة الاختراقات فيه..ولها أيضاً دور واضح في لجم الرقابة والتحكم بها، وإشراكها في عملية التسرب الكبير من قطاعات الدولة المدعومة إلى جيوب الفساد بطرق متعددة..
بناء عليه أثارت مخاوفنا تصريحات حول القمح والدقيق، تقول بتراجع كميات القمح المنتج في هذه السنة، وأخرى تقول بأن جهاز الدولة غير قادر على تحمل الاستجرار المستمر للدقيق المدعوم، إلى السوق وليس إلى المواطن..
وهي إشارات واضحة بأن الإنتاج متراجع، وعملية التوزيع من جهاز الدولة لا تتم بشكل صحيح، والنهب هو «قدر» طالما أن الدعم موجود.. وهي الإشارات التي سبقت كل حملات نزع الدعم السابقة..
لم يظهر من بعد هذه التصريحات أي تعقيب، فحاولنا أن نتعقب، والهدف هو خوفنا على رغيف الخبز الذي مازال مدعوماً حتى الآن.. فعلى الرغم من رفع شعار «الخبز خط أحمر»، إلا أن هذا لا يعني عدم المساس به..