من (سير) تمويل المستوردات.. القطع الأجنبي لشركات عالمية
استمرت التأكيدات الحكومية منذ بداية الأزمة بأن تمويل المستوردات يقتصر على المواد الغذائية والدوائية وبعض المواد الأولية للصناعة
وفي سياق انتقاء المصرف المركزي لمن يمولهم يظهر فعلياً التركيز في عام 2013 على تمويل مستوردات المواد المذكورة..
مشاكل كثيرة تشوب عملية تمويل المستوردات اعتباراً من محدودية المستوردين الممولين بالقطع الأجنبي من المصرف المركزي والذين يبلغون حوالي 34 مستورداً فقط، بالإضافة إلى المفارقة بين المبالغ الضخمة المدفوعة لتمويل هؤلاء المستوردين في عام 2013، لم تؤثر على أسعار موادهم في السوق، ويرتبط ذلك بشكل رئيسي بعمليات استخدام قطع التمويل في عمليات المضاربة الظاهرة التي وصفتها وزارة الاقتصاد والمصرف المركزي..
بعيداً عن هذه المشاكل فإن واحدة من المفارقات الكبرى التي تشهدها عملية تمويل المستوردات هي تمويل المصرف المركزي في سورية عام 2013 لمستوردات أكبر شركات التغذية العالمية شركة "نستله" في فرعها السوري..!
نستله سورية.. أكبر المحتاجين!!
الشركة العالمية التي بلغت مبيعاتها في النصف الأول من عام 2013: 45,2 مليار دولار.. تحصل على تمويل لمستورداتها من المصرف المركزي السوري بقيمة 7,6 ملايين يورو!..
أي حصلت من قطع السوريين الأجنبي خلال ما يقارب تسعة أشهر من عمر الأزمة السورية عن طريق المصرف المركزي ما يقارب 10 ملايين دولار.
أكثر من 41 علمية تمويل لمستوردات نستله خلال عام 2013 حتى الآن، جميعها لتمويل مستوردات الشركة من المواد الأولية لمعملها، مع العلم أن معمل شركة نستله في سورية الواقع في منطقة زاكية في ريف دمشق الجنوبي قد تعرض لحريق كبير منذ شهر 2-2013، وانتقلت إدارة الشركة إلى فندق "الفورسيزنز" .. لتعلن الشركة لاحقاً إيقافها العمل في سورية بسبب الظروف الراهنة، ليصدر القرار رقم 318 الذي أصدرته وزارة العمل المتضمن الموافقة على وقف العمل جزئياً في شركة نستله ونص على قوائم بأسماء العمال والموظفين المسرحين من الشركة..!! وذلك في شهر 7-2013، الذي شهد بحسب البيانات 6 عمليات تمويل بلغت قيمتها 918 ألف دولار حتى منتصف شهر تموز الحالي وهو الشهر الذي توقفت خلاله أعمال الشركة.
أسعار (نستله) في السوق
بأخذ منتج واحد من منتجات نستله سورية وهو حليب نيدو الذي يغلف ويعبأ في سورية، فإن ارتفاع أسعاره استمر خلال مرحلة تمويل مستوردات الشركة..