الوكالة الدولية للطاقة الذرية تُصعّدُ مجدداً تجاه إيران
عادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقيادة مديرها العام رافائيل غروسي، إلى تصعيد خطابها وادّعاءاتها مجدداً تجاه إيران، الخطاب والادعاءات التي مهدت واستخدمت ذريعة من قبل «إسرائيل» برعاية الولايات المتحدة لشن حرب الـ 12 يوماً على إيران... فيأتي هذا التصعيد الجديد كمحاولة ضغط جديدة.
خلال لقاء لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، مع قناة «فرانس 24» نهاية الشهر الماضي، زعم أن إيران لا تزال تمتلك كميات كافية من اليورانيوم عالي التخصيب، والمعرفة التقنية اللازمة لإنتاج وامتلاك «سلاح نووي» في المستقبل القريب، مؤكداً: أن تعاون إيران مع الوكالة بات محدوداً منذ الهجمات الإسرائيلية.
وزعم غروسي أن الضربات العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وأصفهان وفوردو قد تسببت بأضرار، إلا أنها لم تؤثر على المعرفة التقنية الإيرانية في المجال النووي، وهو أول تصريح رسمي يشير صراحةً إلى التشكيك وفشل تحقيق الهدف المعلن للضربات العسكرية بإنهاء عمل هذه المنشآت بالطريقة التي كان يروّج لها.
وقال غروسي: إن «المواد النووية المخصبة بنسبة 60% لا تزال في إيران. وهذه إحدى النقاط التي نناقشها، لأننا بحاجة إلى العودة إلى هناك والتأكد من أن المواد موجودة، ولم يتم تحويلها إلى أي استخدام آخر. هذا أمر مهم للغاية».
وردّاً على ذلك، خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في اليوم التالي، الخميس 30 تشرين الأول بتصريحات لقناة الجزيرة، مؤكداً: أن ادعاءات غروسي لا أساس لها من الصحة، ومطالباً إياه بالحذر والاتعاظ من «العواقب الكارثية لتصريحاته وتقاريره»، حيث مهدت لاعتداء «إسرائيلي» أمريكي سابقاً، وأكد بقائي أن غروسي يعلم جيداً أن برنامج إيران النووي سلمي.
وحتى الآن، لم تحدث أي خطوة باتجاه بدء محادثات جديدة بين إيران والغربيين حول البرنامج النووي الإيراني، سواء مع الأوروبيين أو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ترفض إيران بدء أيّ محادثات دون وجود ضمانات مسبقة وخطوات عملية تعيد بناء الثقة، منها رفع العقوبات عنها.
وفي هذا السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي: إن إيران طلبت رفع العقوبات الأمريكية، معرباً عن انفتاحه لمناقشة هذا الأمر، وقال «بصراحة، إيران كانت تسأل عن إمكانية رفع العقوبات عنها. هناك عقوبات أمريكية شديدة مفروضة على إيران، وهذا ما يُصعّب الأمر عليها»، مضيفاً: «أنا منفتح على سماع ذلك، وسنرى ما الذي سيحدث... سأكون منفتحاً على الأمر».
إلا أن الولايات المتحدة وفي الأطر الرسمية، لا تزال تتحدث بنفس اللغة والشروط حيال عدم توطين التخصيب في إيران، وربط المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي مع البرنامج الصاروخي الدفاعي لإيران، وهو ما ترفضه طهران تماماً على الدوام، ليؤكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مجدداً، أن إيران لن تتفاوض مطلقاً حول القضايا الصاروخية، مشيراً إلى أن «الملف الصاروخي والملف الإقليمي كانا دائماً مطروحَين، وموقفنا منهما واضح منذ البداية»، وأضاف بشكل حاسم: «في حال ستُجرى المفاوضات في المستقبل، فستكون حصراً حول الشأن النووي».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1251
ملاذ سعد