الضربات على اليمن… ما سر اختيار هذا التوقيت؟
شكّلت الضربة الصهيونية الأخيرة على اليمن تصعيداً جديداً وحملت مؤشرات خطيرة على شكل وطبيعة الصراع المتوقع في الفترة القادمة، فالخطوة يمكن أن تنقلنا إلى مرحلة جديدة في المواجهات، وتزيد من الضغط «الإسرائيلي» لتفجير المنطقة.
نفذ جيش الاحتلال عملية على الأراضي اليمنية استهدف فيها اجتماعاً رفيع المستوى لحكومة «أنصار الله» راح ضحيتها رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي، وعدد من الوزراء والمسؤولين الكبار في الحكومة، يُرجح أن يكون بين الضحايا كلٌ من وزير الخارجية جمال عامر، ووزير الإعلام هاشم شرف، ووزير الشؤون الاجتماعية سمير باجعالة، ما يدفع المواجهة مع الكيان الصهيوني إلى مستوى جديد، لا من حيث طبيعة الضربات العسكرية فحسب، بل أيضاً بدلالات هذا التصعيد بالمعنى السياسي.
منذ قررت جماعة أنصار الله توجيه ضرباتها إلى العمق «الإسرائيلي» كانت بذلك جزءاً من جبهة إسناد غزّة، واستطاع اليمنيون فعلياً أن يتحولوا إلى رقم صعب في هذه المعادلة، فمن جهة سمح موقع اليمن الاستراتيجي بتعطيل الإمدادات القادمة إلى الكيان بشكلٍ مباشر، كما أوقف اليمنيون السفن التي يشتبه بعلاقتها مع الاحتلال، ما تحوّل إلى عامل اقتصادي ضاغط ومؤثر. ولم تكتف «أنصار الله» بذلك، بل بدأت توجّه ضربات صاروخية بشكل دوري، وعلى الرغم من أن كثافة الهجمات الصاروخية لم تكن عالية، لكنّها ظلّت تتمتع بميزات نوعية خاصة، واتسمت بقدرتها الكبيرة على اختراق الدفاعات الصهيونية والوصول إلى الهدف المقرر. فضلاً عن أن الأسلحة اليمنية المستخدمة شملت صواريخ فرط صوتية وصواريخ انشطارية، وأدّت هذه الأخيرة إلى تدمير كبير، رجّح البعض أنّ حجم الضرر الذي سببته كان الدافع بالنسبة للكيان لتوجيه هذا الرد الكبير، لكن المسألة يمكن أن تكون أشمل من ذلك!
صحيح أن «أنصار الله» استخدموا أسلحة نوعية، لكنّها ليست المرة الأولى، لكن السياق العام يكشف بعداً آخر للقضية، فتصعيد بهذا الحجم عبر استهداف اجتماع لوزراء الحكومة سيقابله رد بكل تأكيد، وهو ما سيزيد الضغط على مصر والسعودية من جهة، ويرفع من وزن تيار داخل الولايات المتحدة لا يرى مصلحة في الانكفاء، ولم يكن موافقاً على قرار ترامب بالوقف الأحادي للضربات على اليمن، فهذا القرار كان يعني ترك الكيان الصهيوني منفرداً في هذه المواجهة.
إن أي تصعيد جديد في تلك المنطقة الاستراتيجية هو فعلياً دليل على أن الكيان لم يستطع ضمن الجبهات المفتوحة حتى الآن تحقيق المطلوب، ونظراً إلى أن إمكانيات فتح جبهات جديدة محدودة وصعبة، يظل المتاح الآن هو زيادة الضغط النوعي على كل الجبهات، وهذا وإن كان ينبئ بمستوى غير مسبوق من العدوانية، يظل في الوقت نفسه مؤشراً على حجم الأزمة الصهيونية واقتراب اللحظات النهائية.
ويقول خبراء عسكريون- تحدثوا للجزيرة نت- إن هذا الصاروخ يعمل بتقنية متقدمة تتيح له التشظي عبر الانفجار قبل ملامسة الأرض لتوزيع القنابل والرؤوس الحربية على أهداف متفرقة، أو عبر الانفجار اللاحق الذي يُحوّل الأرض المستهدفة إلى حقل من الألغام الموقوتة، مما يجعل مهمة الدفاع أو إزالة الخطر عملية شديدة التعقيد.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1241