منظمة التعاون الاقتصادي... خطة تكامل جديدة
ملاذ سعد ملاذ سعد

منظمة التعاون الاقتصادي... خطة تكامل جديدة

عقدت منظمة التعاون الاقتصادي «إيكو» قمتها السابعة عشر في المدينة الأذربيجانية خانكندي– وهي مدينة ضمن إقليم قره باغ – يومي الخميس 3 والجمعة 4 من الشهر الجاري، وبحضور رسمي لأفغانستان، بما يمثل تحولاً هاماً في العلاقات بينها وبين محيطها.

تأسست منظمة التعاون الاقتصادي عام 1985 بمبادرة إيرانية وباكستانية وتركية، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والثقافي بين الدول الأعضاء، وفي عام 1992 توسعت المنظمة لتضم دول أسيا الوسطى: أفغانستان – أذربيجان – كازاخستان - قرغيزستان، وطاجيكستان – تركامنسان – أوزبكستان... لتصبح المنظمة تكتلاً اقتصادياً اقليمياً هاماً يضم عشر دول.

كان الحدث الأبرز لقمة هذا العام هو الحضور الرسمي لأفغانستان، عبر وفد رفيع المستوى برئاسة الملا عبد الغني برادر أخوند، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، بعد دعوة رسمية لكابل من حكومة أذربيجان... وهي أول خطوة خارجية جادة من قبل حكومة طالبان الأفغانية نحو الخارج، ومن الخارج باتجاهها، تسعى من خلالها حكومة طالبان لكسب «الشرعية» من أبواب التعاون الاقتصادي والتجاري، وعدم انتظار الاعتراف السياسي من الغرب.. بينما تسعى الدول المحيطة بها عبر فتح هذه العلاقات لإعادة دمج أفغانستان تدريجياً بهدف نزع فتيل التفجير الداخلي.

وقد أقرت 7 دول أعضاء ضمن المنظمة من بينها ايران وتركيا وباكستان على رؤية استراتيجية لتكامل اقتصادي تمتد حتى عام 2035، تهدف لتحرير التجارة وتعزيز التعاون بمجالات النقل والطاقة الخضراء وإعادة الإعمار للمناطق المتضررة من النزاعات.

وقال مساعد الرئيس الاذربيجاني للسياسة الخارجية حكمت حاجييف: إن الخطة تتضمن إنشاء مراكز إقليمية في أذربيجان للطاقة الخضراء والنقل، ضمن رؤية شاملة لتحويل المنطقة إلى ممر اقتصادي هام في المنطقة. خاصة وأنها تقع في الوسط بين شرق آسيا وغربها، وبين آسيا وأوروبا عموماً.

وقد طرح الوفد الافغاني بالفعل عدة مواقف ورؤى هامة في هذا الإطار، من بينها: إنشاء خطوط نقل تربط أفغانستان ببحر قزوين، بالتنسيق مع أذربيجان واوزبكستان بما يتوافق مع رؤية المنظمة، وتفعيل التجارة مع أذربيجان عبر تركمانستان، والتعاون في مجالات الزراعة والطاقة والمشاريع الصغيرة، وقد أبدت عدة دول استعدادها لدعم أفغانستان بهذه الملفات، وأخيراً، تحسين البنية التحتية للنقل والاتصالات.

من جهة أخرى، عقد الوفد الإيراني ممثلاً بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عدة اجتماعات على هامش القمة منها مع الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، مما يعكس نشاطاً إيرانياً خاصاً، وبالتحديد بعد المعركة الأخيرة مع الكيان الصهيوني التي لم تخلُ القمة من الحديث حولها، وشكرت طهران في هذا السياق مواقف الدول الأعضاء الداعمة لها خلال الحرب وإدانتها للعدوان «الإسرائيلي» عليها.

وقد أكد بزشكيان صراحة: أن الخطة السابقة للمنظمة والتي كانت مقررة حتى عام 2025 لم تنجح بتحقيق أهدافها، وذلك يعود لأسباب عديدة من التوترات والأزمات في المنطقة خلال العقد السابق، داعياً لتجنب هذه الأخطاء خلال الخطة الجديدة، والعمل على تحقيق أهدافها بالفعل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1233