قمة مجموعة السبع.. قنبلة دخان غطّت التراجع والخلافات
ملاذ سعد ملاذ سعد

قمة مجموعة السبع.. قنبلة دخان غطّت التراجع والخلافات

عقدت مجموعة السبعة الكبار اجتماع قمة لأعضائها بين 15 و17 حزيران في كاناناسكيس في كندا، وسط خلافات عديدة بين دولها الأعضاء وخاصة أوروبا– الولايات المتحدة، والعديد من الملفات المشتعلة، وأبرزها: الحرب الأوكرانية والحرب الإيرانية- «الإسرائيلية»، مما أنهى القمة دون صدور بيان ختامي رسمي مشترك.

بات واضحاً أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالية تتخذ مساراً مختلفاً وبكثير من الأحيان متناقضاً مع مسار وتوجهات الأوروبيين، ومن بين مواضيع الخلاف الأبرز: الموقف من روسيا، والدفع نحو إنهاء الحرب الأوكرانية، وفرض الرسوم الجمركية العالية، والسيطرة على كندا وغرينلاند، وأخيراً الحرب الإيرانية- «الإسرائيلية».

لعل أول موقف يعكس حجم الهوّة بالجانب الاستراتيجي الأوسع، هو حديث الرئيس ترامب عشيّة بدء اجتماعات القمة، أنه كان من الخطأ استبعاد روسيا من المجموعة في 2014، حينما كانت تسمى مجموعة الثمانية الكبار، مع ما يترتب على هذا الموقف العام من تباينات في المسائل الأخرى الفرعية... ورغم عدم تطرق الحاضرين للقضايا الخلافية مباشرةً، وتجنّبها، إلا أنها معروفة بطبيعة الحال، وأفضت في نهاية المطاف لانتهاء الاجتماعات دون صدور بيان ختامي رسمي مشترك، وتمّ التذرع برحيل ترامب المفاجئ قبل يوم واحد كسبب حال دون ذلك، بينما يرى آخرون أن هذا الرحيل المفاجئ كان مناورة أمريكية لهذا الهدف دون إعلان الخلافات.. وقد صدرت عدة بيانات منفردة، وملخص مشترك.

حصيلة القمة

دعم أوكرانيا بمساعدات مالية عسكرية بقيمة ملياري دولار، وقروض بقيمة 2.3 مليار دولار، ومساعدات أمنية بقيمة 57.4 مليون دولار، دون وضوح في كيفية ومواعيد تقديم هذه المساعدات، كما تم الإعلان فرض عقوبات جديدة على روسيا، وهو ما ردت عليه موسكو بأنها غير مؤثرة.

وحول «إسرائيل»، دعا المجتمعون لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، وخفض تصعيد في المنطقة وسط الحرب الجارية مع إيران، مؤكدين وقوفهم و«تضامنهم» مع إسرائيل و«حقها في الدفاع عن النفس»، مؤكدين عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وهو أمر لم تسعَ إليه إيران قبل الحرب على أيّ حال.

وتم الحديث حول مسائل الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وغيرها من المسائل، إلا أن أهم ما في القمّة، فيما يبدو، هو الإعلان عن «تحالف إنتاج المعادن الأساسية» بقيادة كندا، يهدف لتأمين سلاسل التوريد من المعادن الأساسية والنادرة للصناعات المتقدمة والثقيلة وأهمها الدفاع.

الإعلان السابق– خاصة وأنه بقيادة كندا– ربما يكون محاولة لتخفيف حدة ورغبة ترامب بضمّها كـ «ولاية جديدة» للولايات المتحدة، ومن جهة أخرى محاولة استمالة من القادة الأوروبيين عموماً للولايات المتحدة، حيث أن السبب الرئيسي لحديث ترامب وتوجهه لكندا وغرينلاند هو بالضبط ثرواتهما من المعادن النادرة، وأنهما نقطة انطلاق من الناحية الجغرافية للقطب الشمالي، للهدف نفسه. لكن من المهم الإشارة أن توجّهاً من هذا النوع يأتي متأخراً، إذا لا يملك الغرب البنية التحتية اللازمة لإنتاج وتنقية المعادن النادرة بالكمية المطلوبة، ولا يمكن الآن منافسة الصين ضمن آجال زمنية قصيرة، ما يجعل هذا الإعلان، أشبه بإعلان نوايا لن يؤثر على الواقع الحالي.

ولم يكن للقمة وزن وصدى حقيقي هذه المرة، حيث أديرت بشكل محدد يخفف من إظهار حجم الخلافات والمشاكل بين الدول الأعضاء، وتغطية هذا الأمر بدخان خروج ترامب المفاجئ... لتكون الإشارة الواضحة، هي تراجع وزن هذه المجموعة، وتصدْعها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1231