ورقة المتشددين الغربيين الأخيرة: السلاح النووي!
مع ارتفاع مستوى الحديث عن هدنة مرتقبة في أوكرانيا، لا تزال المعركة مستمرة حتى بعد الضغوط الأمريكية على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما ينقسم الأوروبيون باتجاهين متناقضين بين الاعتدال أو التشدد.
يبدي زيلينسكي في الآونة الأخيرة مرونة أكثر بالتعاطي مع طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلّ الحرب الأوكرانية، إلا أن هذه المرونة بالتصريحات والمواقف تبقى موضع شك إلى حين ارتباطها بخطى عمليّة، فطبيعة الحال أن زيلينسكي يسعى لشراء المزيد من الوقت ما استطاع.
أوروبياً، يبرز خطاب وتبرز مواقف متشددة، وحربية، على النقيض من طرح الإدارة الأمريكية الجديدة، وتظهر حالة انقسام بين الدول الأوروبية باتجاهين: التصعيد أو التسوية.. وهي انعكاس لعموم حالة الانقسام الجارية في العالم الغربي، والتي يتعمّق ويزداد الفرز فيها يوماً تلو أخر.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها تمضي نحو خروجها من الملف الأوكراني مع محاولة تحقيق حصة أكبر من مكاسب الصراع الأخيرة، ويتساءل الأوروبيون، ويبحثون، عن أدنى نصر يمكنهم حفظ ماء وجههم به بعد هذه المعركة، ويحاولون طرح أفكار، مثل: نشر قوات «سلام» أوروبية في الأراضي الأوكرانية، وهو ما يعني عملياً وجود قوى عسكرية من دول الناتو في هذه الرقعة الجغرافية، التي أطلقت موسكو عمليتها العسكرية لمنعها أساساً، وعليه، فإن مثل هذا الطرح مرفوض تماماً بالنسبة لروسيا.
حقيقةً، هناك خياران أمام الغربيين المتشددين، وكلاهما مغلق الأفق، فإما أن يستمروا بالمضي نحو المزيد من التصعيد، وهو ما سيؤدي لردود فعل شعبية وسياسية داخلية ستطيح بنخب الحرب، بموجة تغييرات أوروبية جديدة، كالتي شهدناها قبل عام... فما لم يستطيعوا من تحقيقه برفقة الولايات المتحدة، لن يتمكنوا من تحقيقه لوحدهم.
والخيار الثاني، أن يقبلوا الهزيمة ويتحملوا ارتداداتها السياسية الداخلية التي ستطيح بالنخب المتشددة والحربية كذلك أيضاً.
بين هذا وذاك من الخيارين، يتلطى المتشددون الأوروبيون، برفقة المتشددين الأمريكيين، خلف السلاح النووي الأوروبي، كورقة وحيدة أخيرة تمنحهم وزناً وقوة، لكنها ستفقد فاعليتها إذا ما استمرت واشنطن بمسيرتها بالتخلي عن أوروبا وحلف الناتو، تجنباً لمثل هكذا جنون.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1218